أكد الباحث الاجتماعي عبد الصمد الديالمي وجود اتجاهات في الرأي العام الرجولي، على أقليتها، تتجه نحو إعادة النظر في مفهوم الرجولة، وإخراجه من النمطية المتداولة لإعطائه قالبا جديدا. ودعا الديالمي، في لقاء نظم أمس الجمعة بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط للتداول حول كتابه تحت عنوان "نقد الرجولة في المغرب" الصادر حديثا باللغة الفرنسية عن دار سعد الورزازي للنشر، إلى تشجيع هذه التحولات الاجتماعية ودخول الإرادة السياسية باعتماد حقوق الإنسان مرجعا في مجال التشريع، وخوض الأحزاب السياسية هذه الواجهة من النضال من أجل "رجل جديد باعتباره رهانا سياسيا لمجتمع جديد". وأضاف أن المفهوم الباطرياركي المتداول يظل سائدا، إذ ما زال "الرجل" يحدد من خلال العينة المستجوَبَة مرادفا ل "العقل" و"الكلمة"، مشيرا إلى "أنه ينظر باحتقار إلى المثلية السلبية، غير أن 60 بالمئة من المستجوبين لم يعودوا ينظرون إلى مفهوم (الرجل) بصفته مهيمنا على المرأة، فالرجل العاقر والعنين والمثلي السلبي يظل مع ذلك رجلا". وأعطى الديالمي بعض الإحصائيات التي تؤكد هذه التحولات، منها أن 42 في المائة من المستجوبين مثلا مع تقييد تعدد الزوجات، بل منهم من ذهب إلى أن "الرجل الحقيقي" هو الذي يكتفي بزوجة واحدة. وتحدث الباحث المغربي عن اختياره عينة أراد منها أن تعبر عن "رجل عادي، سعيد بعقليته الذكورية"، فاختار موظفين من السلالم خمسة إلى سبعة في خمس وزارات، داخل ست مدن، ليخلص في النهاية إلى "وجود بعض الاتجاهات المهمة، تعبر عن الأقليات بشكل لا مراء فيه، لكنها موجودة مع ذلك". وأشار إلى الصعوبات التي اعترضته في نشر بحثه الميداني، الذي أنجزه سنة 1999، خاصة وأنه جاء في فترة كانت الحركة النسائية المغربية تتحرك من أجل مشروع إدماج المرأة في التنمية وتزامن ذلك مع المسيرتين اللتين عرفتهما كل من الرباط والدار البيضاء. وذكرت الصحافية والكاتبة لطيفة جماتي أن هذا الكتاب يساهم في إلقاء الضوء على "تمثل الرجولة"، وهي دراسات شبه منعدمة في المغرب، ف"في حين توجد وفرة في الدراسات النسائية، اضطلعت فيها الحركة النسائية بدور مهم، نجد انعدام دراسات حول الرجولة ومختلف تمثلاتها، على عكس الغرب حيث نجد وفرة على هذا المستوى أيضا". وأشارت لطيفة جماتي، الأستاذة بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، إلى أن هذا الكتاب، الذي "يقرأ بسلاسة كرواية، يفاجئ المتلقي بكون المحافظين فيه ينتمون إلى قطاعي الصحة والتربية الوطنية، لا إلى قطاع الفلاحة كما هو متداول". يقع الكتاب في 199 صفحة من القطع المتوسط، ووضع لوحة الغلاف الفنان المشروحي الذهبي.