أكد المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي السيد سعيد احميدوش، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، أن توسيع تغطية الضمان الاجتماعي أصبح هدفا أساسيا ببلدان شمال إفريقيا ليشمل فئات اجتماعية عريضة. وأوضح السيد احميدوش، في ندوة انطلقت بالعاصمة الاقتصادية حول توسيع تغطية الضمان الاجتماعي بمشاركة مسؤولين عن أنظمة الضمان الاجتماعي ببلدان المغرب العربي، أن أغلب بلدان شمال إفريقيا انخرطت في مسلسل تطوير التغطية الاجتماعية، مبرزا أهمية تجربة المغرب في هذا المجال والتي يمكن تقاسمها مع بلدان مجاورة. وأضاف أنه لحماية مواطني هذه البلدان من المخاطر المحتملة التي يمكن أن تهدد الأفراد النشيطين وعائلاتهم، ينبغي تعزيز نظام الضمان الاجتماعي بالوسائل التي تضمن جودة أدائه وملاءمته مع حاجيات السكان واستمرارية التمويل. وفي ما يتعلق ب`"إصلاح نظام التقاعد"، الذي يشكل المحور الثاني لهذا اللقاء، أكد السيد احميدوش أن هذا الإصلاح أصبح يفرض نفسه بإلحاح بسبب التغيرات الحاصلة منذ السنوات الأخيرة في الهرم السكاني لبعض البلدان المغاربية، كالمغرب والجزائر، التي تراجعت فيها نسبة الولادة إلى النصف في ظرف لم يتعد 25 سنة، مشيرا إلى أن هذه التغيرات الديموغرافية ستكون لها انعكاسات على مستوى نظام التقاعد. وأضاف أنه ينبغي في هذا الإطار إعداد استراتيجية تدبير ملائمة تأخذ بعين الاعتبار العوامل المستجدة والمتعلقة بصفة خاصة بتراجع معدل الوفيات وارتفاع أمد الحياة وشيخوخة الساكنة وتطور المؤشرات المالية وخاصة ما يرتبط منها بالأزمة الظرفية. من جهته، أكد الكاتب العام للجمعية الدولية للضمان الاجتماعي السيد هانس هورست كونكوليوسكي أن العديد من الحركات الاجتماعية وممثلي المجتمع المدني بعدة بلدان يطالبون بتوسيع نظام التغطية الاجتماعية لتشمل قطاعات وأنشطة اقتصادية أخرى كالقطاع غير المهيكل. وأشار السيد كونكوليوسكي إلى بعض المبادرات التي تم اتخاذها في هذا المجال على الصعيد الإفريقي، مبرزا أن تجارب بعض بلدان شمال إفريقيا بهذا الخصوص يمكن أن تتخذ كنماذج مهمة لتوسيع تغطية الضمان الاجتماعي. وأضاف أن الهدف الأساسي من توسيع هذه التغطية هي ضمان الكرامة والعدالة الاجتماعية لمختلف الشرائح العاملة بما فيها العمال المهاجرون، مشيرا إلى أن الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي تنكب من خلال لجانها على دراسة القضايا المرتبطة بهذه الأهداف وصياغة خطة لتحقيقها وخاصة في بعض البلدان الإفريقية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة، التي ستتخللها عدة مداخلات، نظمت غداة تدشين مكتب الاتصال الجهوي للجمعية الدولية للضمان الاجتماعي بشمال إفريقيا، الذي اتخذ من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مقرا له. وسيمكن هذا المكتب المؤسسات والهيئات المعنية بدول شمال إفريقيا من تعزيز التعاون فيما بينها والتنسيق بين أنظمتها في هذا المجال.