أكدت وكالة (رويترز تلفيجن) البريطانية أن المغرب متيقن بأن مقترحه الخاص بمنح حكم ذاتي لجهة الصحراء "سينال زخما باعتباره الاقتراح الأكثر واقعية لكسر حالة الجمود"، مشيرة إلى أن دولا كبرى، مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا وإسبانيا أثنت على المقترح المغربي. وأوردت (رويترز) في تقرير تلفزي تضمن لقطات متعددة من مدينة العيون، تصريحات لعدد من الفاعلين الصحراويين يؤكدون فيها بأن مقترح الحكم الذاتي يجسد الحل الأنجع للنزاع المفتعل حول الصحراء، لكونه يرتكز على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب". وأبرز هؤلاء أن مقترح الحكم الذاتي يعتبر مقترحا شجاعا يمكن المغاربة الصحراويين من لم الشمل، والعيش معا في كنف المملكة، في جو من الحرية والديمقراطية، والمشاركة جماعيا في تدبير الشأن المحلي بهذه الجهة من البلاد. ونقلت الوكالة التلفزية عن السيدة حجبوها الزبير، عضو المجلس الاستشاري الملكي لشؤون الصحراء، قولها إن المغرب عازم على إشراك جميع الصحراويين في هذا المشروع ومنحهم "جهوية موسعة (حكم ذاتي موسع) تحت السيادة المغربية". وأكدت السيدة الزبير أن الصحراويين المحتجزين من قبل "البوليساريو" في مخيمات تندوف، جنوبالجزائر "قادرون على تسيير الشأن المحلي بالصحراء إلى جانب إخوانهم الصحراويين الموجودين بالداخل"، معتبرة أنه لا يمكن الحديث اليوم عن مشكل حقوقي "لأن المشكل الحقوقي يكمن في وجوب لم شمل الصحراويين، وهذا لن يتأتى إلا بتوفر حسن نية الطرف الآخر". وفي السياق ذاته، أبرز الشيخ ماء العينين محمد فاضل، رئيس الشرفاء الأدارسة في الصحراء، تشبث الصحراويين بالطرح الشجاع الذي تقدم به المغرب، والمتمثل في تمتيع جهة الصحراء بجهوية موسعة "تجمع شمل هذه العائلات (الصحراوية) تحت سقف وسيادة المغرب، وتجعلها تتعايش في جو من الحرية والديمقراطية". وقال الشيخ ماء العينين محمد فاضل "نحن نريد هذا الحل لأنه يعد الحل الأنجع، والحل الذي يحفظ ماء الوجه للجميع". وأشار تقرير وكالة (رويترز تليفجن) إلى أن هذا الزعيم القبلي الذي يمثل السكان المحليين يعتبر أن اقتراح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب "حل مثالي للنزاع لأنه لن يكون فيه منتصرون ومهزومون". كما أوردت الوكالة تصريحا للسيد بشير ادخيل، أحد مؤسسي "البوليساريو" ورئيس جمعية منتدى البدائل غير الحكومية، أبرز فيه أنه يتعين على العالم أن يعي بأن "البوليساريو ليس هو الممثل الشرعي والوحيد" للصحراويين، مشددا على ضرورة "نهج الديمقراطية في عملية إقرار حل للمشكل من خلال إشراك كافة الأطياف السياسية والجمعوية الموجودة". أما الولي المامي، الشاب الصحراوي الذي التحق مؤخرا بأرض الوطن فارا من مخيمات تندوف، فأكد في تصريح مماثل، أنه "في المخيمات كنا نسمع بالمفاوضات وبتأجيلها، لكننا لم نسمع أبدا بالحكم الذاتي"، كاشفا بذلك عن سياسة التعتيم التي ينهجها "البوليساريو" حيال مساعي المملكة الرامية إلى إيجاد تسوية عادلة وسلمية لهذا النزاع المفتعل.