دعا المشاركون في لقاء بالرباط حول موضوع "القيم الكونية لحقوق الانسان والتسامح الديني"، إلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش بين بني البشر لمواجهة خطر تنامي النزعات المتطرفة عبر العالم. وأكد المشاركون في هذه الندوة، التي نظمها فرع المغرب للملتقى العام للمنظمات الأهلية العربية والافريقية، اليوم الأربعاء، على دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة النزعات المتطرفة المعادية للاسلام من خلال فتح نقاش موسع لتكريس قيم التسامح والتعايش وتحكيم العقل ونبذ مشاعر الحقد والكراهية. وأوضحوا أن عقد هذه الندوة يأتي في سياق ما يعرفه العالم من تنامي نزعات متطرفة تستعمل سلاح الدين للمس بالحريات وحقوق الآخرين، مبرزين أن خطورة هذه النزعات المتطرفة تتجلى في استغلالها لجهل عدد من الناس بحقيقة الأديان السماوية، وخاصة الدين الاسلامي الحنيف، وبالتالي تسببها في خلق " فوبيا" جماعية من "خطر الاسلام". وفي هذا السياق، أبرزت السيدة خديجة بركات رئيسة فرع المغرب للملتقى العام للمنظمات الأهلية العربية والافريقية، أن هذه المبادرة جاءت من أجل الدعوة الى إعمال العقل ونبذ كل مشاعر الكراهية والحقد، وليس احياء الحروب الصليبية التي كلفت الانسانية خسائر فادحة على جميع المستويات. واعتبرت أن ما أقدمت عليه سويسرا مؤخرا من حظر بناء مآذن المساجد ينم عن الرغبة في استفزاز مشاعر المسلمين والانسياق وراء مشاعر رخيصة، مشيرة إلى أن الاستفتاء الذي قام به اليمين المتطرف بهذا الخصوص سبقته دعاية اعلامية حركت الغرائز وأدت إلى زرع الرعب والخوف من الاسلام. من جانبه، ذكر السيد عبد الله حافظي الأمين العام للرابطة العالمية للشرفاء الأدارسة بما قامت به الرابطة من أجل الدفاع عن الاسلام والقرارات التي اتخذتها في مواجهة ما أقدمت عليه السلطات السويسرية، معربا عن استعداد الرابطة للدفاع عن قضايا التسامح والتعايش بين بني البشر مهما اختلفت أطيافهم. من جانبه، أبدى السيد رشيد البلغيثي من الرابطة العالمية للشرفاء الادارسة استغرابه من القرار التي اتخذته السلطات السويسرية، معتبرا أن ذلك يشكل مسا خطيرا بكل محاولة للتعايش بين مختلف الشعوب. وشدد على التصدي لكل محاولات التشويه التي تطال الاسلام ولكل الخطوات المتطرفة التي يقدم عليها من يزعمون أنهم يمثلون الاسلام، داعيا إلى تسويق القيم الحضارية للدين الاسلامي وقبول الآخر شريطة إيمانه بالاختلاف. من جانبها، اعتبرت بديعة الرياضي عن التنسيقية المغربية لملتقى التنظيمات والاحزاب السياسية بالمغرب العربي أن موضوع الكونية والتسامح الديني يهم جميع مكونات المجتمع نظرا لكون المغرب بلدا للحوار والتعايش. يشار إلى أن الملتقى العام للمنظمات الأهلية العربية والافريقية ، الذي تأسس في سنة 2000، يضم المنظمات الأهلية التي تزاول نشاطا اجتماعيا أو اقتصاديا أو ثقافيا له علاقة بالمنطقة العربية والافريقية.