شاهد على تطور مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط, ومن عشاقه الكبار, زاره وهو ما زال ملتقى صغيرا يخطو خطواته الأولى ولهذا فلا غرو أن يصفه التطوانيون, ومهرجانهم يكرمه بالفنان "ديالنا", إنه الإسكندراني ساحر الشاشة العربية محمود عبد العزيز. ورد محمود عبد العزيز, الذي افتتح صباح اليوم الجمعة معرضا للفنون التشكيلية بالمعهد الوطني للفنون الجميلة, التحية بأطيب منها بتأكيده أن الشعب المغربي "متذوق وعاشق للفنون". وعلى غرار عمالقة السينما العربية والدولية, الذين سبقوه أو حلوا بعده بالحمامة البيضاء, يجدد محمود عبد العزيز "علاقته التي لا تخفت بتطوان" كما قال عنه صديقه الفنان المغربي محمد مفتاح خلال ندوة صحفية نظمت عن أعمال الفنان المصري الذي اكتشف تطوان ومهرجانها منذ عام 1989. فمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط, حسب محمد مفتاح "صمد بصمود عشاقه ومحبيه من أمثال محمود عبد العزيز", وذلك رغم العراقيل والمطبات التي واجهته. وقد قررت تطوان عرفانا بالجميل واعترافا لهذا العملاق, الذي لا يختلف اثنان على ما قدمه للسينما العربية من خلال أدائه لأدوار ظلت راسخة في أذهان أجيال, في أعمال من قبيل "القبطان" و "سوق المتعة" و"الكيف" و"طائر النيل الحزين" و "بيت القاصرات" و"الصعاليك" و"الطوفان" و"سمك لبن تمر هندي" و" تزوير في أوراق رسمية" وإن كان العديد من الملاحظين يقرأون مسيرته انطلاقا من ثلاثة أعمال وسمت مساره وهي "رأفت الهجان " و"الكيت كات " و"إبراهيم الأبيض ". ويعزو محمود عبد العزيز تألقه, خلال هذه الندوة, إلى تعامله مع الشخصيات التي تقترح عليه ب"التلقائية" التي يمارس بها عمله, بالإضافة إلى اشتغاله الدائم انطلاق من اقتناعه بالشخصية. فدور "الشيخ حسني" على سبيل المثال الذي أداه في فيلم "الكيت كات", يؤكد محمود عبد العزيز, يعود إلى أن هذه الشخصية (أعمى) شخصية كونية تتحدى العجز, وقبل أداءها لرغبة دفينة تسكنه في أن يكتسب منها تلك "القوة" و"ملكة السخرية" التي تتمتع بها. كما يعتمد محمود عبد العزيز في تناوله للشخصيات التي يؤديها على الذاكرة, خاصة منها البصرية, وما تختزنه من لقطات تكون هي المفتاح في التعايش معها, وبالتالي النجاح في منحها إضافات تؤهلها للرسوخ في ذاكرة الجمهور. وسيكون الجمهور التطواني على موعد يوم غد مع حفل تكريمي لمحمود عبد العزيز قبل إسدال الستار عن فقرات الدورة السادسة عشر لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط. يشار إلى أن محمود عبد العزيز، المزداد غرب الاسكندرية سنة 1946 , استهل مشواره الفني في سبعينيات القرن المنصرم من خلال الشاشة الصغيرة في مسلسل "الدوامة" للمخرج الراحل نور الدمرداش. وكانت انطلاقته السينمائية عام 1974 مع فيلم "الحفيد" للمخرج عاطف سالم, وبعدها توالت أعماله ومساره الفني الذي عرف نقلات نوعية وكمية متميزة.