أكد الأديب المغربي محمد برادة أن الرواية العربية وعلى امتداد مائة سنة قد حققت تراكما ينطوي على منجزات نصية تحتفل بالكتابة وتشتمل على مقومات جمالية ودلالية ترتقي إلى مستوى الفضاء الأدبي العالمي. ولاحظ الاستاذ برادة في مداخلة ألقاها مساء أمس في جلسات (ملتقى الروائيين العرب) المنعقد في إطار فعاليات (معرض بيروت العربي الدولي للكتاب) في دورته ال53،أنه في المقابل، هناك منافسة قوية للرواية الاستنساخية المسايرة لذوق الباحثين عن التسلية والترفيه تسندها سوق الثقافة الربحية سواء في الفضاء العربي أو على مستوى العالم. وأكد الناقد المغربي أنه لمواجهة هذا النوع من الرواية يتعين شحذ الفكر النقدي والجمالي لدعم الرواية القائمة على كتابة التحويل والتجريب. كما لاحظ أن الروائي العربي "يكتب اليوم من داخل مجتمع لا يكف عن التدحرج نحو الانحدار والانغلاق محاصرا بأنظمة لا ديموقراطية ومن ثم فإن كتابته تكتسي قوة رمزية باتجاه مقاومة شروط اليأس وتعسف على صوغ أسئلة جذرية بحثا عن مستقبل". وأكد الاديب المغربي في مداخلته التي حضرها عدد من رجالات الفكر والأدب اللبنانيين والعرب أنه لا يمكن إتخاذ الخصوصية كعلة للاعراض عن التطلع إلى معانقة الفضاء الأدبي العالمي الذي ينجز صوغا جماليا لأزمة الفرد والمجتمع والحضارة ويبلور قيما تناهض الاستلاب ومنطق الاستهلاك والفرجة . وأبرز أن جنس الرواية يندرج في ميراث جميع الثقافات ويتغذى من إضافات مختلف الروائيين على اختلاف العصور ومن دون تمييز. وتحدث الاستاذ برادة في عرضه عن بدايات الرواية العربية والتراكم الذي سجلته على مدى نحو قرن وهو تراكم "لافت" وتوقف عند عدد من المحطات في مسار الرواية العربية وأنواعها وعلاقة الرواية بالكتابة وحلل في هذا الصدد (مفهوم الكتابة وإجرائيته) و(استقلالية النص الروائي وتذويت الكتابة) و(الكتابة والانتماء إلى الفضاء الادبي العالمي). وخلال هذه الجلسة التي أدارها الأديب لطيف زيتوني ودارت حول موضوع (الرواية والكتابة) ألقى الكاتب الجزائري واسيني الأعرج مداخلة طرح فيها عدة أسئلة حول الكتابة الروائية منها ما يشغل الكاتب نفسه من أسئلة معقدة وعما إذا كان ذلك يعود إلى هشاشة المبدع تجاه ما يحيط به . كما تحدث عن رأيه في النقد العربي ومواكبته لما يكتب من أعمال واعتبر أنه لا يرقى لمستوى الابداعات الروائية وأن بعض هذا النقد يظهر وكأنه يعود إلى خمسينيات القرن الماضي. وتدخل الاستاذ برادة ليعلق على ذلك بالقول إنه لا يجب النظر إلى النقد على أنه موجود في الصحف ومحصور فيها لان ثمة إنتاجات نقدية في الجامعات ذات قيمة لايستهان بها وإن كان الناشرون لا يتجرأون لطبعها ونشرها لعدة أسباب كعدم شهرة صاحبها وغيره.