انطلقت اليوم الأربعاء بمدينة ورزازات الدورة الأولى للقاءات الدولية لمدارس السينما، المنظمة من طرف المعهد المتخصص في مهن السينما بورزازات بمعية مجموعة من الشركاء، والتي اختار لها المنظمون كعنوان "لقاءات تحت الخيمة". ويشارك في هذه التظاهرة السينمائية التكوينية الدولية، المنظمة إلى غاية 12 مارس الجاري تحت شعار"ألف ليلة وليلة"، نخبة من الأطر المتخصصة في التكوين السينمائي، إلى جانب العديد من الطلبة المتدربين ممن يتابعون تكوينهم في معاهد متخصصة في تدريس المهن السينمائية بكل من تونس وبوركينا فاسو وفرنساوكنداوإسبانيا، إضافة إلى المغرب. وخلال الحفل الافتتاحي لهذا الملتقى الدولي، أوضح المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل السيد العربي بن الشيخ، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن المغرب يتوفر على حوالي 300 مؤسسة متخصصة في مجالات التكوين المهني عبر ربوع التراب الوطني، يوجد من ضمنها معهد للتكوين في مهن السينما بورزازات. وأكد، في هذا السياق، حرص المكتب على أن تكون هذه المؤسسة الفريدة من نوعها على الصعيد الوطني في مستوى عال من الكفاءة والتأطير، وذلك من خلال تقوية علاقات الشراكة مع الفاعلين في مجال الصناعة السينمائية من جهة، ومع شبكة المؤسسات التكوينية المتخصصة في المهن ذات الصلة بالفن السابع عبر العالم من جهة ثانية. وأعرب السيد بن الشيخ عن قناعته بأن أي مؤسسة متخصصة في التكوين السينمائي يجب أن تعمل علاوة على اشتغالها في حقل التكوين المهني، على أن تكون فضاء بامتياز لتطوير كفاءات الأفراد، والمساعدة على الرقي الاجتماعي والثقافي والفني، مبرزا في هذا الصدد الأهمية التي تكتسيها اللقاءات الدولية الأولى لمدارس السينما بورزازات باعتبارها فرصة للاطلاع على التجارب المختلفة، وتبادل الخبرات والمدارك بين الطلبة المتدربين وأطر التدريس ومهنيي السينما المنتسبين لبلدان مختلفة. ومن جانبه، أكد السيد عبد السلام بيكرات عامل إقليمورزازات في كلمة مماثلة أهمية تنظيم اللقاءات الدولية الأولى لمدارس السينما على اعتبار أنها تشكل فرصة ثمينة لتبادل التجارب المهنية والإنسانية بين مختلف الفاعلين والشركاء، فضلا عن كونها تعزز العلاقات في مجال الصناعة السينمائية بين مختلف مؤسسات التكوين المتخصصة عبر العالم. وسجل السيد بيكرات من جهة أخرى البعد الإشعاعي لهذه التظاهرة الثقافية والفنية الدولية والمتمثل في كونها تبرز المكانة المتميزة للمغرب كمجتمع منفتح، وكبلد حريص على اقتسام القيم الكونية الرفيعة مع مختلف بلدان المعمور، مع التشبث في الوقت ذاته بقيمه الحضارية السمحة، وخصوصياته الضاربة بجذورها في عمق التاريخ. أما رئيس "جمعية لقاءات تحت الخيمة"، مدير المعهد المتخصص في مهن السينما بورزازات، السيد أحمد ايت أوزدي فسجل في كلمته المكانة الرمزية التي تشغلها مدينة ورزازات كقبلة سينمائية عالمية خلال عقود متتالية، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة التكوينية الدولية تأتي لإعطاء قيمة مضافة نوعية لهذه المكانة لاسيما وأنها ستتيح الفرصة للطلبة المتدربين المشتغلين في حقول مختلفة من مهن السينما لتطوير مهاراتهم، مما سيخدم بالتالي الاستراتيجية المرسومة من طرف المغرب للنهوض بصناعته السينمائية، والتي تهم في جزء منها إعداد المهارات والكفاءات البشرية المسلحة بتكوين عالي متخصص في مختلف المجالات المرتبطة بصناعة السينما. ونوه السيد أوزدي بعلاقات التعاون التي تربط المعهد المتخصص في مهن السينما بورزازات بالعديد من الشركاء سواء منهم المغاربة أو الأجانب خاصة منهم الفرنسيين، الشيء الذي ساعد المعهد منذ افتتاحه سنة 2006 على الاستجابة لمتطلبات السوق الوطنية من حاجياتها من الكفاءات المهنية ذات التكوين العالي والمتخصص والذي يشمل مختلف مهن السينما من ديكور وملابس وأخصائيي البلاطوهات وتشغيل مختلف الآلات المستعملة في الإنتاج السينمائي. وأبرزت باقي المداخلات، التي ألقيت باسم الشركاء المساهمين في تنظيم الدورة الأولى ل"اللقاءات الدولية لمدارس السينما" وفي مقدمتهم "مؤسسة فيفاندي" و"ماروك تيليكوم"، و"فرانس فولانتير" و"لجنة فيلم ورزازات"، الانعكاس الإيجابي الكبير لهذه التظاهرة السينمائية الدولية سواء على مستوى تطوير المهارات المهنية للطلبة المتدربين، أو على مستوى ضمان إشعاع أكبر للمعهد المتخصص في مهن السينما بوجه خاص، ومدينة ورزازات باعتبارها قبلة عالمية للإنتاج السينمائي بوجه عام. ويتضمن برنامج هذه اللقاءات، على الخصوص، بث العديد من الأفلام تحت الخيام تعقبها مناقشات، وتنظيم زيارات استطلاعية تشمل "متحف السينما بورزازات" والمعهد المتخصص في مهن السينما"، إضافة إلى إلقاء محاضرات من طرف أخصائيين مغاربة وأجانب في المجال السينمائي تتطرق لمواضيع مختلفة من ضمنها على الخصوص "السينما المغربية : ديناميكية وتنوع"، و"التنوع من خلال الإبداع: رهان للتنمية المستدامة"، و"التكوين السينمائي". للإشارة فإن الدورة الأولى للقاءات الدولية لمدارس السينما بورزازات تعرف مشاركة وفود أجنبية تمثل عددا من المؤسسات التكوينية المتخصصة في مهن السينما وهي "آر،إف،إكس" من مدينة مونبوليي (فرنسا)، و"المدرسة العليا للسمعي البصري" لمدينة تولوز (فرنسا)، و"المدرسة العليا للسينما والسمعي البصري لكتالونيا" (برشلونة/ إسبانيا)، والمعهد الوطني للصورة والصوت" بمونريال (كندا)، و"المدرسة العليا للسينما والتلفزيون" بلوس أنجلس (الولاياتالمتحدة)، و"المعهد العالي للصورة والصوت" بواغادوغو (بوركينا فاسو)، و"مدرسة الفنون والسينما" بالعاصمة التونسية.