قال الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر، إن انتظارات أفراد الجالية المغربية المقيمة بدول الخليج "بسيطة مقارنة مع انشغالات مثيلتها بدول أوروبا، ويمكن تحقيقها إذا تظافرت جهود الجميع". وأضاف الوزير في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء في ختام زيارة قام بها إلى منطقة الخليج وشملت دول قطر والبحرين والإمارات العربية، أن "مشاكل وانشغالات الجالية المغربية القاطنة في المنطقة، والتي وقفت على حقيقتها في عين المكان، بسيطة ويسهل حلها إذا تظافرت جهود الجالية المغربية والمصالح القنصلية وسفارات المملكة مع المبادرات التي تطلقها الوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج في هذا الإطار". وأكد أن زيارته إلى هذه البلدان، "مكنتني من الاطلاع المباشر على اوضاع الجالية المغربية، والوقوف على حجم انشغالاتها"، مضيفا "أكاد أجزم بأن الصورة التي كنت أحملها عن قضايا الجالية في منطقة الخليج سارت مغايرة تماما لحقيقة الواقع الذي عاينته عن كثب بخصوص أوضاع هذه الشريحة من المجتمع المغربي في هذا الحيز الجغرافي". وأشار الوزير إلى أن الجالية المغربية في الدول الثلاث، عرفت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة سواء من حيث الجانب الكمي أو النوعي، بفعل تزايد عدد المغاربة القاطنين في هذه الدول، وتنوع مشاربهم المهنية التي تغيرت بشكل جذري مقارنة بالسنوات السابقة. وأضاف، أن أهم معالم هذا التغيير هو وجود نخبة رفيعة من الأطر الشابة التي باتت تحتل مواقع متميزة في عالم الاقتصاد والمال والأعمال والإعلام والتجارة والخدمات والسياحة والبحث العلمي. وتابع السيد عامر ، أن "ما أثار انتباهي أيضا خلال هذه الزيارة هو أنه بالإضافة إلى أن جزءا مهما من هذه الأطر العليا العاملة في مختلف مشارب الحياة العامة بأبوظبي ودبي والمنامة والدوحة، قدم من الوطن الأم بعد سنوات التحصيل والدراسة، إلا أن الجزء الأكبر منها قدم من أوروبا بعد تلقيه تكوينا عاليا في أشهر المعاهد الأوروبية وتفضيله الاشتغال في هذه المنطقة لاعتبارات تتعلق بطبيعة وأهمية عقود وعروض العمل المتاحة". وفي هذا السياق، أكد السيد عامر، أن الأطر العليا المغربية العاملة في المنطقة، "كفاءات معولمة بإمكان المغرب أن يعتمد عليها في المستقبل قصد مواصلة الأوراش التي فتحها على أكثر من صعيد، حيث يكفي فقط بحث الصيغ العملية من أجل جذب اهتماماتها واستقطابها مجددا". من جهة أخرى، ذكر السيد عامر بأن زيارته هاته "مكنتني من الاتفاق مع أفراد الجالية على العديد من المبادرات التي سنتخذها جميعا في غضون الأشهر المقبلة، سواء في المجال الثقافي أوالاجتماعي أوتعبئة الكفاءات العاملة في هذا الحيز الجغرافي من العالم". ففي المجال الاجتماعي، يضيف الوزير، "سنقوم باتخاذ إجراءات مهمة تهم تعزيز مجال الدعم القضائي والاجتماعي لفائدة المصالح القنصلية والسفارات من اجل تسريع وتيرة حل المشاكل التي تعترض الجالية المغربية من هذا القبيل". وفي المجال الثقافي، يتابع السيد عامر " اتفقنا على تنظيم أيام ثقافية للمرأة المغربية في دولة الإمارات العربية المتحدة للتعريف بالمكانة التي أصبحت تحتلها سواء داخل الوطن أو خارجه، وإظهار الوجه الحقيقي للكفاءات النسائية المغربية وإبراز الدور الذي أصبحن يضطلعن به في شتى ميادين الحياة العملية. وأضاف الوزير، أنه تم الاتفاق أيضا مع أفراد الجالية على إنشاء مكتبات ثقافية وطنية في مقار السفارات المغربية وتجهيزها بمختلف الكتب والإصدارات المغربية في كل المجالات بهدف التعريف بتاريخ المملكة وبتراثها وبتنوعها وتعددها الثقافي واللغوي لفائدة أجيال المستقبل من أبناء الجالية المغربية. وحول تقييمه لهذه الجولة الخليجية ، أعرب السيد عامر عن ارتياحه لمدى التجاوب الذي لقيه مع أفراد الجالية المغربية في كل اللقاءات التي عقدها سواء بالدوحة أو المنامة، أودبي أو أبوظبي واستعدادهم للعمل الجاد والهادف الذي لا يخدم قضاياهم وانتظاراتهم اليومية فحسب، وإنما سيسهم في إبراز مكانة المغرب وإشعاعه الحضاري بين سائر الدول. وكان السيد عامر، قد قام خلال الأسبوع الأخير بجولة شملت دول قطر والبحرين، والإمارات العربية المتحدة،عقد خلالها لقاءات مع أفراد الجالية المغربية القاطنة بهذه الدول، كما تباحث مع العديد من المسؤولين الخليجيين بهدف الوقوف على حجم انشغالات مغاربة الخليج والاستماع إلى مقترحاتهم من اجل الرقي بأوضاعهم وتحقيق انتظاراتهم.