شكل موضوع "النقل الإذاعي والتلفزي للأنشطة الرياضية بين الحقوق والواجبات" محور ندوة نظمتها، مساء أمس الجمعة بالدار البيضاء، الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بتعاون مع منتدى أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وأشار المنظمون، بهذه المناسبة، إلى أنه منذ حوالي 20 سنة عرفت تكاليف اقتناء حقوق نقل الأنشطة الرياضية ثورة عامة نتيجة ظهور قنوات خاصة يسكنها، باستمرار، هاجس البحث عن مواد تبقيها في الصدارة. وأوضحوا أن هذه الوضعية رافقها النمو المتزايد والبالغ برغبات المستمعين والمشاهدين فيما يخص العرض الرياضي، وهي الرغبة التي تعززت، أيضا، مع التطور الهائل الحاصل على مستوى تحديث وسائل النقل التلفزي خاصة مع ظهور الفضائيات التي تسمح بتعدد القنوات المخصصة للرياضة. وأضافوا أنه تم استغلال منافسة القنوات المتخصصة في الرياضة والتي تتوفر على ادخار مالي كبير من طرف أصحاب الحقوق المرتبطين بالشركات التجارية والمتخصصين في مجال التسويق، مسجلين أن الاقتصاد في مجال الأنشطة الرياضية يعرف حاليا نوعا من التضخم وجوا من المضاربة مهما كانت وسيلة نشرها، خاصة الإذاعة والبث التلفزي الأرضي، وخدمات الأنترنت والاتصالات السلكية واللاسلكية. ولاحظت مداخلات المنظمين أن المنافسة في هذا المجال تؤدي بأصحاب البث التجاريين إلى محاولة الحصول على الحقوق الحصرية لتظاهرات كبرى، مما يساهم في حرمان جمهور واسع من تتبع هذه التظاهرات بحرية. وفي مواجهة انفجار ظاهرة اقتناء حقوق الأنشطة الرياضية الدولية، - تقول المداخلات -أبلت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في العقد الأخير بلاء حسنا في المفاوضات التي باشرتها بشأن دورات الألعاب الأولمبية ونهائيات كأس العالم لكرة القدم، والتي شكلت بحق معارك ضارية تطلبت بذل جهد كبير من الشركة التي واجهت المتطلبات المالية للاتحادات الدولية. وعلى الصعيد القاري، أوضح المنظمون أن الشركة الوطنية لم تدخر جهدا لنقل المنافسات النهائية لبطولات كأس إفريقيا للأمم في جميع الأنواع الرياضية ولا سيما المتعلقة بالمنتخبات الوطنية لكرة القدم، فضلا عن المباريات التي تقام خارج المغرب. وأشاروا إلى أن المسابقات المقامة على الصعيد العربي شكلت من جانبها موضوع اهتمام خاص من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مبرزين أنه مع إحداث قناة "الرياضية" سنة 2006، تضاعفت أهداف الشركة التي تركزت بشكل خاص على دعم تنمية الرياضة المحلية في جميع جوانبها. يذكر أن هذه الندوة تندرج في إطار احتفالات الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بالذكرى العاشرة لتأسيسها.