دعا عدد من أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لفضح المأساة الإنسانية التي يعيشها المحتجزون بمخيمات بتندوف،والتي تستنهض الضمير الإنساني وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته. واستنكروا،خلال اجتماع للجنة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري،مساء اليوم الخميس بالرباط،خصص لدراسة موضوع (التطورات الأخيرة للقضية الوطنية)،موقف الجزائر الرافض لإجراء إحصاء لسكان المخيمات في تندوف،والذين يتم تضخيم أعدادهم للحصول على مزيد من المساعدات الغذائية من قبل المنظمات الدولية،يتم الاتجار بها من طرف قادة (البوليساريو). ودعوا الدبلوماسية المغربية،الرسمية والشعبية منها،إلى إثارة هذه القضية أمام المحافل الدولية كلما سنحت الفرصة لذلك،منتقدين مزاعم خصوم الوحدة الترابية للمغرب بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية للمملكة،والتي يسعون من ورائها إلى التشويش على مسار المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل لقضية الصحراء. كما دعوا إلى إحياء ملف المدنيين وأسرى الحرب المغاربة الذين قضوا سنوات عديدة بسجون (البوليساريو)،تعرضوا خلالها لأبشع ألوان التعذيب وانتهاك الكرامة الإنسانية. وأبرزوا دينامية الإصلاحات التي أطلقها المغرب والتي همت مختلف الميادين،مستحضرين بالمناسبة الإنجازات التنموية الهامة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية والتي مكنتها من الانخراط في مسلسل التنمية المستدامة التي تشهدها المملكة. من جهة أخرى،دعا النواب إلى وضع آليات لتسهيل التواصل بين الحكومة ومختلف الفاعلين في الدبلوماسية الموازية خاصة على مستوى التأطير وتبادل المعلومات. وشددوا،في هذا الصدد،على ضرورة تقديم مزيد من الدعم لجمعيات المغاربة المقيمين في الخارج للتعريف بالقضية الوطنية والتصدي لتحركات خصوم الوحدة الترابية في بلدان المهجر. كما أكدوا على ضرورة فتح قنوات للتواصل مع عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج،الذين أصبحوا يتقلدون مناصب مهمة في هيئات تمثيلية في بلدان الاستقبال. وكانت المغرب قد شارك بمدينة أرمونك بضواحي نيويورك في الاجتماع الثاني غير الرسمي في إطار الإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل سياسي ونهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء. وقد أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون،في بداية اجتماع لجنة الخارجية،أن المغرب عازم على مواصلة بذل جهوده وتعاونه مع الأممالمتحدة من أجل تذليل العقبات الناجمة عن المواقف الراديكالية والعدائية لخصوم الوحدة الترابية للمملكة.