شكل "الأدب الحساني" محور ندوة نظمت أمس الجمعة بالدارالبيضاء في إطار الدورة ال`16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة الباحثين العالية ماء العينين وإبراهيم الحيسن وهموني إسماعيل والحبيب عديد وحم ولد البيلال. وفي هذا السياق تناولت الباحثة العالية ماء العينين الشعر النسائي المعروف بالصحراء باسم "التبراع"، والذي تتغزل فيه المرأة بالرجل. وتطرقت السيدة العالية، إلى هذا الجنس الأدبي وإلى سياقه الجمالي والاجتماعي، مستشهدة بنماذج متنوعة من "التبراع" بحسب التيمات والمواقف والانفعالات. أما الأستاذ الباحث إبراهيم الحيسن فقارب بدوره جملة من المكونات الإبداعية للأدب الحساني، سواء في ما يتعلق بالشعر أو النثر من مسرودات ومرويات شعبية وغيرها. وأثار الباحث في هذا الإطار سؤال التدوين وأهمية توثيق هذه المتون الشفاهية من أجل حمايتها من أتون الضياع والاندثار. وحول مظاهر الهوية في الأدب الحساني، استعرض الأستاذ هموني اسماعيل بعض المفاهيم والتعريفات العامة للهوية، لاسيما في علاقتها بالأدب الحساني، معتبرا أن الأدب الحساني يشكل "وعاء واسعا" تتجلى فيه بعض سمات التفكير لدى الإنسان الحساني. من جهته قدم الباحث عديد الحبيب ورقة حول المكان في الشعر الحساني، تناول فيها بعض النماذج الشعرية التي احتفت بالمكان، وأبرزت أهميته عند الإنسان الصحراوي الدائم الترحال والتنقل بحثا عن الماء والكلأ. أما الشاعر حم ولد البيلال، فخصص مداخلته لمكونات وبنية الشعر الحساني كالبحور والأغراض والإيقاعات، مركزا بالخصوص على المديح النبوي في الشعر الحساني، معززا مداخلته بقراءات شعرية.