أصدر وزراء الزراعة العرب والأفارقة ، في ختام أشغال مؤتمرهم اليوم الثلاثاء ، "إعلان شرم الشيخ" الذي يؤكد على تقوية التعاون لضمان التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي في إفريقيا والمنطقة العربية وتعزيز أوجه التكامل والطاقات الكامنة في الإقليمين. وبعد أن ذكر الإعلان بأن للمنطقتين العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك كما جمعتهما على مدى التاريخ روابط وثيقة، عبر عن القلق إزاء تأثير الأزمات العالمية المالية والغذائية مع ما نتج عن ذلك من خطورة تزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من الفقر والجوع وسوء التغذية من جراء اتساع فجوات الأمن الغذائي، على الرغم من الجهود التي بذلت حتى الآن لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية والتزامات القمم العالمية للغذاء. وسجل الإعلان ، مع ذلك ، أن إفريقيا والمنطقة العربية حققتا تحولات إيجابية في البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، داعيا إلى توجيه الجهود إلى اتخاذ إجراءات للقضاء على الجوع وضمان الأمن الغذائي والتغذية والزراعة المستدامة ووضعها ضمن أولويات القضايا ذات الأولوية في برامج العمل السياسية. وأكد على ضرورة التعامل مع مختلف هذه القضايا من خلال منهج شامل تشارك فيه كافة الأطراف ذات العلاقة، مع إيلاء اهتمام خاص بالبلدان التي تعاني من أزمات سياسية وطبيعية وإنسانية وتلك التي تعاني من الاحتلال. وشدد على أهمية تشجيع التمويل المستدام والذي يمكن التنبؤ به وزيادة فرص الاستثمار لتعزيز قدرات الإنتاج الغذائي والعمل على تشجيع زيادة حجم الاستثمارات العامة والخاصة لمعالجة التراجع في التمويل المحلي والإقليمي للزراعة والأمن الغذائي وتطوير البنية التحتية الريفية والخدمات المساندة. وأشار "إعلان شرم الشيخ" إلى أهمية إيلاء اهتمام خاص لصغار الملاك والنساء العاملات بالزراعة لتمكينهم من الحصول على التقنيات الحديثة والبذور المحسنة والمدخلات والسلع الرأسمالية والائتمان والوصول إلى الأسواق، وتعزيز نظم السلامة الغذائية الفعالة والمتسقة التي تغطي جميع مراحل حلقات السلسلة الغذائية بمشاركة كافة الأطراف بما يضمن مطابقة المنتجات الغذائية للمعايير الدولية لتعزيز سلامة الإنسان وتشجيع التجارة الدولية. وأبرز ، أيضا ، ضرورة عم البرامج المتكاملة لإدارة الأوبئة التي تسهم في مراقبة ومنع انتشار الأمراض الحيوانية والآفات النباتية عبر الحدود والتعامل مع تأثيرات تغير المناخ من خلال اتخاذ تدابير لتعزيز التكيف والتخفيف وقدرة نظم الإنتاج الزراعي على مقاومة هذه الظاهرة مع إيلاء اهتمام خاص لأصحاب المزارع الصغيرة. ودعا إلى تعزيز القدرات الإقليمية على إنتاج وتجارة وتسويق الماشية بين الإقليمين، وذلك من خلال مراقبة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود والوقاية منها، ومرافق الصحة والصحة النباتية اتساق المواصفات القياسية. وقد مثل المغرب في مؤتمر شرم الشيخ وفد ترأسه السيد عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري.