قال القاص المغربي ،محمد اشويكة، إن الكتابة القصصية المغربية في طفرتها الجديدة "استطاعت أن تتجاوز طور التقليد المشرقي، وعدم الارتماء في أحضان النماذج الغربية بنسب كبيرة"، مشيرا إلى أن القارئ "يقف دون كبير عناء على خصوصيتها المتمثلة في مخيالها المغربي الخالص". ويرى الكاتب المغربي، في حديث مطول مع صحيفة (الصحافة) التونسية،أن النماء المطرد للوعي النقدي، والإطلاع على المتون العالمية المتفردة، جعل الكثير من القصاصين المغاربة يعون "اللعبة القصصية"، ليستندوا في إبداعهم إلى مرجعيات تحمل الكثير من الخصوصية الإبداعية المغربية. وأضاف أن المنجز القصصي المغربي اليوم، يمكن اعتباره دون انحياز،"رائدا على مستوى التعدد والحركية في العالم العربي، وذلك بحكم الإصرار الإبداعي لكتاب متخصصين في مجال الإبداع القصصي بالمعنى المنفتح لكلمة التخصص"،معتبرا أن للقصة الكثير من الجاذبية والآليات لإثارة ومناقشة "أعقد القضايا الإنسانية التباسا (...) وهذا ما انخرطت فيه القصة القصيرة المغربية الجديدة...". وحول أهم المراحل التي مرت بها القصة المغربية، قال اشويكة، إن بعض النقاد القصصيين حاولوا اعتماد مسارات متباينة للقصة المغربية القصيرة ،انطلقت من أسس مدرسية "لا تنفذ إلى عمق القصة الإبداعي، خاصة وأن تلك المشاريع لم يطورها أصحابها ،على قلتها، بناء على المستجدات القصصية الراهنة، ولم تكن لها رهانات مستقبلية تؤسس لرؤية علمية تنبؤية". ويرى أنه "من الصعب جدا ربط القصة المغربية القصيرة بشخص مؤسس، أو بمدرسة أو تيار لأن ذلك لم يحصل بعد، بل ارتبط بالتيارات المعروفة كالواقعية والرومانسية وبجيل معين، نظرا لتباين منجزات الأجيال وامتداداتها واختراق بعض الكتاب لما ساد في زمنهم". وحسب القاص المغربي ،فان ميزة القصة المغربية القصيرة تكمن في تفاعل ماضيها بحاضرها عبر مقولتي الامتداد والقطيعة، معتبرا أن القراءة السليمة لتاريخ القصة القصيرة المغربية القصير،يجب أن تتم من خلال مقولات نقدية، مثلما حاول القيام به الكثير من القصاصين ،ضمن ما سمي ب"القصة المغربية الجديدة". وحول ما إذا كانت الحركة النقدية قد استطاعت مواكبة التغيرات والتطورات التي طرأت على القصة القصيرة في المغرب،يعتقد اشويكة،أن"عجلة النقد المغربي لا تواكب المنجز القصصي المغربي في طفرته الجديدة". وعن تجربته في تطعيم كتاباته ببعض التقنيات السينمائية،كما هو الشأن بالنسبة لمجموعته القصصية (النصل والغمد)، قال الكاتب إنه حاول من خلال كتاباته القصصية المراهنة على استثمار جزء من تكوينه وخبرته في المجال السمعي البصري ليكتب "قصة مرئية" يقرؤها المتلقي وهو سابح في سلسلة مركبة من الصور.