4 توصل فريق بحث ياباني من معهد علوم الدماغ بواكور بالقرب من طوكيو، مؤخرا، إلى آلية غير مسبوقة وجد متطورة لجعل الأنسجة البيولوجية لأجنة الفئران الموظفة للبحث المختبري شفافة وقابلة بالكامل للمعاينة والرصد. وتوفر هذه التقنية، بحسب فريق البحث، فرصة فريدة لرصد أعضاء جد معقدة كالدماغ كما قد تسمح مستقبلا بمعاينة ورصد تطور واشتغال العضو الحي واكتشاف أسراره ومكامن الخلل التي قد تعتريه. وتعتمد هذه الآلية، التي تم نشر تقرير عنها بمجلة نيتشر نيوروساينس، على مادة كيمائية، تدعى "اسكال" منتجة بالمختبر، من خصائصها جعل بنية ما شفافة دون إدخال أي تغيير على شكلها العام أو التناسبات الموجودة بين مكوناتها، وبالتالي فحصها ودراستها مخبريا دون اللجوء الى التقطيع والتجزيء. وتمكن فريق البحث بفضل هذه التقنية أيضا من الحصول على صور ثلاثية الأبعاد للبنية، موضوع الدرس، بكاملها دون تجزيء. وإذا كان بمقدور الباحثين رصد أدق خلية كالخلية العصبية، فإن هذه العملية تغدو أكثر صعوبة عند الرغبة في الرصد والمتابعة بالدقة نفسها لمجموع الأنسجة التي تغطي بنية الدماغ، وهو الأمر الذي جعل من هذه التقنية المستحدثة، بحسب المراقبين، فتحا علميا قد يكشف مستقبلا عن إمكانيات شتى على مستويات الرصد والتشخيص وأيضا المعالجة. ويؤكد فريق البحث أنهم استعملوا التقنية الحديثة في دراسة الشبكات العصبية للحاء الدماغي لفرس البحر وللمادة البيضاء لأدمغة الفئران. وأضافوا أنه سيكون عليهم تجريب هذه التقنية في مستقبل قريب على اعضاء أخرى كالقلب والعضلات والكلى، وإخضاع المادة الكيميائية لتعديلات جديدة لكي تكون قابلة للتطبيق على الأعضاء الحية والتمكين من الرصد والملاحظة المباشرة للجسم الحي.