بعد أربعة أيام من التباري في إطار منافسات النسخة الثالثة عشرة لبطولة العالم لألعاب القوى المقامة بمدينة دايغو الكورية الجنوبية حتى الرابع من شتنبر المقبل، تمكن ثلاثة عدائين مغاربة من بلوغ الدور النهائي، فيما ودع خمسة مبكرا وتأهل ثلاثة لدور نصف النهاية. وكانت حنان أوحدو أول المتأهلات للدور النهائي لسباق 3000م موانع كما فعلت في مونديال أوساكا عام 2007 عندما بلغت هذا الدور وحلت في المركز التاسع،على عكس دورة برلين 2009 حيث أقصيت في دور نصف النهاية. وكانت حنان تمني النفس بأن تحقق في دايغو أفضل مما حققته في أوساكا رغم الإصابات المتكررة التي لحقت بها هذه السنة ومشاركتها في ملتقيين اثنين فقط في إطار تحضيراتها لبطولة العالم لكنها ارتقت درجة واحدة باحتلالها المركز الثامن في السباق النهائي الذي جرى أمس الثلاثاء. وأكدت أوحدو أنها بذلت أقصى جهدها لتكون من ضمن العشر الأوليات في العالم ولا يمكنها أن تحقق أكثر مما حققته بالنظر إلى الإصابات التي تعرضت لها والظروف التي أحاطت بتحضيرها لبطولة العالم. وكان ثاني المتأهلين في المسابقة ذاتها هو حميد الزين، الذي لم يكن تأهله بالأمر الهين خاصة وأنه تواجد ضمن مجموعة إقصائية قوية ضمت ثلة من العدائين المرموقين في هذا الاختصاص في مقدمتهم بطل أولمبياد أثينا 2004 وحامل اللقب العالمي في دورة برلين 2009 الكيني إزيكييل كامبوا والفرنسي (من أصل جزائري) بوعبد الله طاهري الحائز على نحاسية مونديال برلين. ونجح حميد ، الشقيق الأصغر لعلي الزين، الذي كان يلقب ب "قاهر الكينيين "، وصيف بطل العالم عام 2001 ، وحامل نحاسية أولمبياد سيدني 2000 ، في انتزاع تأشيرة التأهل للدور النهائي بفضل احتلاله المرتبة الثالثة في مجموعته بتوقيت 8 د و 11 ث و 81 /100 ،مسجلا بذلك أحسن توقيت له خلال السنة ، مع العلم أن توقيته الشخصي هو 8 د و9 ث و72 / 100 . ورغم عدم استفادته لا من برنامج رياضي الصفوة ولا من أي منحة من الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى ، فإنه قام باستعدادات مكثفة تحت إشراف المدرب المقتدر العياشي أمقذوف "با عيوش" وبمساعدة شقيقه علي. وتوقع حميد الزين أن يكون السباق النهائي "صعبا للغاية وسيتميز بمنافسة شرسة بوجود عدائين كبار من طينة الكينيين كزيكييل كيمبوا وبرمين كيبروب كيبروتو بطل أولمبياد بكين 2008 ومونديال أوساكا 2007 ومحي الدين مخيسي، وصيف بطل أولمبياد بكين وريشارد كيبكامبوا ماتيلوغ بطل إفريقيا مرتين وحامل فضية مونديال برلين2009. ويذكر أن حميد الزين سبق أن شارك في دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008 وفي بطولة العالم في هلسنكي 2005 وأقصي من الدور الأول.ومن جهتها، حجزت ابتسام لخواض مقعدها في الدور النهائي لسباق 1500 م الذي توقعت بأنه سيكون "مفتوحا " على اعتبار أنه ليست هناك عداءة مرشحة فوق العادة للظفر باللقب العالمي وبالتالي فإن حظوظ كافة العداءات ستكون متساوية مع امتياز نسبي للإسبانية ناتاليا رودرغيز. وجاء تأهل لخواض ، التي تتوفر على رابع أحسن توقيت عالمي للسنة ( 4د و 1ث و 9 /100) للدور النهائي ، الذي سيقام يوم غد الخميس ، عقب احتلالها المركز الخامس في المجموعة الثانية في تصفيات الدور الثاني ، بتوقيت 4 د و 8 ث و10 / 100. وكما كان متوقعا تأهل العداؤون المغاربة الثلاثة، محمد مستاوي وعبد العاطي إيكدر وأمين لعلو، لنصف نهاية سباق 1500 م، وهو نفس الثلاثي كان قد بلغ الدور النهائي في الدورة الماضية في برلين عام 2009 وحل مستاوي سادسا ولعلو عاشرا وإيكدر في المركز الحادي عشر. وجاء تأهل مستاوي لدور نصف النهاية عقب احتلاله المركز الخامس في المجموعة الاقصائية الأولى مسجلا توقيت 3 د و 39 ث و 35/100 ،فيما حل إيكدر،وصيف بطل العالم داخل القاعة في مونديال الدوحة في المرتبة الثالثة ضمن السلسلة الاقصائية الثانية بتوقيت 3د و 41 ث و 41 / 100. أما أمين لعلو فقد حل في المركز الأول ضمن تصفيات المجموعة الثالثة قاطعا مسافة السباق في زمن قدره 3د و39 ث و 86 /100 متقدما على الإثيوبي دريسي ميكونين ( 3د و 40 ث و 8/ 100 والكيني سيلاس كيبلاغات ( 3 د و 4 ث و 13 / 100) ، علما بأن هذا الأخير هو صاحب أفضل إنجاز عالمي للسنة ( 3د و 30 ث و 47 م100). وسيقام دور نصف النهاية يوم غد الخميس على أن تجري النهاية يوم السبت المقبل. وفي حالة تأهل هذا الثلاثي للدور النهائي ستؤمن ألعاب القوى المغربية حضورها لثالث مرة في تاريخ مشاركتها في بطولة العام في نهائي هذه المسابقة بثلاثة عدائين بعد دورتي إدمونتون ( كندا ) عام 2001 وبرلين 2009. ولم يخف لعلو وإيكدر ومستاوي ، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، طموحهم المشروع في أن يعيدوا "الهيبة والإشعاع لسباق 1500 الذي ظل لسنين طويلة محمية مغربية" مؤكدين أنهم لن يدخروا أي جهد من أجل الصعود إلى منصة التتويج في سباق 1500م التي غاب عنها المغرب في دورتي أوساكا 2007 وبرلين 2009. لكن قبل بلوغ النهاية ينبغي اجتياز حاجز نصف النهاية حيث تحذو العدائين الثلاثة نفس الإرادة والطموح للقيام بسباق جيد يوم غد الخميس ليضمنوا تأهلهم للدور النهائي وهم يمنون النفس بأن يكون أحدهم على الأقل ضمن المتوجين في المقابل، لم يكتب لعدائين مغاربة آخرين الذهاب بعيدا في المونديال الكوري الجنوبي على غرار سليمة الوالي العلمي، الفائزة مؤخرا بالميدالية النحاسية للألعاب العالمية العسكرية الخامسة في ساو باولو، التي أقصيت من الدور الأول بعد احتلالها المرتبة التاسعة في المجموعة الإقصائية الثانية لسباق 3000م موانع بتوقيت 10 د و 7 ث و 71 /100. واعتبرت سليمة التي تفتقر إلى التجربة على صعيد المشاركات الخارجية ماعدا الألعاب العالمية العسكرية الخامسة في ساو باولو أنه رغم توفرها على مؤهلات محترمة فإنها ما تزال في حاجة إلى المزيد من التمرس والتداريب واستيعاب تقنيات اجتياز الحواجز وخاصة الحاجز المائي الذي يعتبر نقطة ضعفها. وفي أول مشاركة له هو الآخر ودع محسن الأمين مبكرا منافسات بطولة العالم، بخروجه من الدور الأول لسباق 800 م بحلوله في المركز الرابع ضمن السلسلة الإقصائية الأولى مسجلا توقيت1 د و 46 ث و 98 / 100. وأرجع محسن الأمين إقصاءه بالأساس إلى "افتقاره للسرعة النهائية ونقص التجربة".وعلى غير العادة خرج عبد القادر حشلاف ، المتوج مؤخرا بالميدالية الفضية في الألعاب العالمية العسكرية الخامسة في ساو باولو، من الدور الأول لسباق 3000موانع ، عقب احتلاله المركز الحادي عشر في المجموعة الأولى مسجلا توقيت 8 د و 46 ث و 14 /100، علما بأن توقيته الشخصي هو 8 د و 8 ث و 78 / 100. وبرر حشلاف (32 سنة)، الفائز بالميدالية النحاسية في بطولة العالم داخل القاعة في سباق 1500م في دورة برمنغهام 2003 إخفاقه بقوله "الحقيقة أنني وإن كنت مستعدا بدنيا فإنني لست مستعدا معنويا. كيف يمكن لعداء يحضر لبطولة العالم ويتدرب بمفرده و لا يتلقى أي دعم مادي من الجامعة أن يحقق أكثر مما حققه. فحتى تداريبي قمت بها في الرباط فقط لأن التحضير في إيفران سيكلفني مبلغا ماليا عائلتي في أمس الحاجة إليه". وخلص حشلاف إلى القول " حينما تكون المعنويات مهتزة فإنك لن تبلغ المقصود حتى وإن كنت جاهزا بدنيا ".وأقصي عزيز أوحادي في دور نصف نهاية سباق 100م بعد احتلاله المركز السابع وما قبل الأخير في السلسة الإقصائية الثالثة مسجلا توقيت 10 ث و 45 / 100 وهو توقيت بعيد عن رقمه الشخصي ( 10 ث و 9 / 100). واعتبر أوحادي أن مشاركته في مونديال دايغو 2011 ، كانت "إيجابية" ببلوغه دور نصف النهاية الذي لم يبلغه في دورة برلين 2009. وكان أوحادي يأمل في أن يعوض هذه الخسارة بتحقيق نتيجة أفضل في سباق 200 م الذي تبدو حظوظه فيه أوفر من سباق 100م والذي كان مبرمجا أمس الثلاثاء لكن " نسي" المسؤولون عن الفريق تسجيله ضمن قائمة المشاركين في هذا السباق. ولم تكن مليكة العقاوي، المتخصصة في 800م، والتي تم إشراكها في سباق 1500م، موفقة في أول مشاركة لها في بطولة العالم وأقصيت في الدور الأول بعد احتلالها المرتبة 12 والأخيرة في مجموعتها التي كانت هي الأقوي حيث تأهلت عنها 11 عداءة، الست الأوليات وخمس بأفضل الأوقات في المجموعات الثلاث. وقالت العقاوي ، حاملة نحاسية 800م في بطولة إفريقيا في نيروبي عام 2010 " أنا عداءة متخصصة في 800 م ولي رغبة في التحول إلى سباق 1500 لكن ليست لي تجربة في هذا الاختصاص الذي أتطلع إلى أن أشارك فيه في الألعاب الاولمبية القادمة في لندن 2012 ". ولم تكن مشاركة سهام الهلالي الثالثة في بطولة العالم " ثابتة" ذلك أنها لم تفلح في أن تحقق في دايغو ما عجزت عن تحقيقه في مونديالي أوساكا 2007 وبرلين 2009. فقد أقصيت الهلالي في دور نصف النهاية بعد احتلالها للمرتبة السابعة في سلسلة التصفيات الأولى بتوقيت 4 د و9 ث و64/100. وأكد عبد القادر قادة منسق اللجنة التقنية للجامعة، أن الهدف المتوخى هو " تأهيل أكبر عدد ممكن من العدائين المغاربة للأدوار النهائية، وكلما تخطوا مرحلة من المراحل الاقصائية أصبحت حظوظهم أوفر في التنافس على المركز المتقدمة في الدور النهائي، لذلك سنتعامل مع هذه الأدوار في السباقات التي نشارك فيها خطوة خطوة ". وتبقى الآمال في إحراز ميداليات وإنقاذ ماء وجه ألعاب القوى المغربية معقودة على العدائين الذين تأهلوا لحد الآن لنصف النهاية والنهاية وخاصة ثلاثي ال 1500 بقيادة أمين لعلو وابتسام لخواض في السباق ذاته وكذا على العدائين الذين سيدخلون حلبة التباري خلال الخمسة أيام المتبقية من البطولة كحليمة حشلاف (800م) ويحي برابح (الوثب الطويل) وعدائي المارثون بقيادة المخضرم عبد الرحيم الكومري. ويتميز برنامج يوم غد الخميس بمشاركة حميد الزين في نهاية سباق 3000م موانع وابتسام لخواض في نهاية سباق 1500م وأمين لعلو ومحمد مستاوي وعبد العاطي إيكدر في نصف نهاية السباق ذاته وحليمة حشلاف ويحي برابح على التوالي في تصفيات 800م والوثب الطويل.