"موت الموت" (أو سادة لا يستسيغها الموتى) عنوان عمل أدبي مشترك، صدر عن (منشورات الزمن) لكل من وليد وهند وعبد الرحمان المنجرا أرادوه "بمثابة أضمومة صور عائلية". وكتب الأستاذ سعيد يقطين في تقديمه لهذا العمل، الذي يقع في 193 صفحة من القطع المتوسط، أنه "بمثابة أضمومة صور عائلية، لكنه لا يقدم لنا صور أفرادها من خلال آلة تصوير المصور على جري العادة، ولكن من خلال كتابات هؤلاء الأفراد أنفسهم نصوصا شعرية أو زجلية أو نثرية أو سردية". وأضاف أن هذه الكتابات، ضمنها نصوص باللغة الفرنسية لوليد المنجرا، "تعبر من جهة، عن هواجس كل واحد منهم بطريقته الخاصة، وفي الآن ذاته، تجسد الرغبة الجماعية في ممارسة الإبداع الجماعي بما فيه من رقة الإحساس، والحب المشترك، والعاطفة الجياشة...". وأوضح أن ظاهرة العائلة المثقفة أو المبدعة ليست غريبة في المغرب أو الوطن العربي، مشيرا إلى أنه "في المغرب الحديث نجد أسماء للعديد من الكتاب والشعراء والنقاد الذين يجمع بينهم رابط الانتماء إلى الأسرة الواحدة، وإلى أن ظاهرة الإخوة المنجرا تبقى مختلفة تماما". وأضاف أن الإخوة المنجرا (وليد 26 سنة، هند 30 سنة، عبد الرحمان 15 سنة) "يشتغلون بشكل مشترك في إنجاز عمل أدبي جماعي، أو يناقشون إبداعات بعضهم البعض، أو يحث أحدهم الآخر على الكتابة، وهم يجلسون في جلسات حميمية بحضور والدتهم التي تشاركهم الحوار، مشجعة، ومدلية بدلوها بحضورها الإنساني والرمزي". ويقول وليد المنجرا في المقدمة "الكتابة التي حاول جزء مهم من هذا العمل التحدث عنها في صيغة أدبية، هي "تكتيب" في أفق خلق حوار من نوع آخر مع الكتابة، فهي كتابة تعتمد الذات كصورة ثلاثية الأبعاد ... كتاب تعبر اللغة إلى "موت اللغة"، وإلى "موت الموت". وأضاف "نحن فقط نود (من خلال عملنا المتواضع هذا) أن نعطي كوة أمل، يرمق من خلالها، "الموتى" سعادة لم يستطيعوا استساغتها في زمن "موت الواقع" في سعينا إلى إماتة عناصر الموت فينا، وبعث حياة جديدة نستحقها في ظل ما بقي لنا في هذا العالم، ألا وهو إنسانيتنا، وللأمل بقية...". وتنوعت كتابات وليد المنجرا بين النصوص النثرية ك"موت الموت" و"يوميات ميت" (أو عندما تتحدث الفلسفة أدبا) و"القرص والعالم الأبله"، والكلمة المقروضة ك` (صرخات) و"إندجوي ذ سايلنس" و"هجران ما قبل اللاتفكير إلى اللاعود " و"شبق". أما هند المنجرا فأهدت قصائدها الزجلية التي تضمنها هذا العمل المشترك تحت عنوان "هكذا رسمت حياتي" لكل الناس، وامتطت فيها صهوة الكلمة السلسة تحكي عن "بنت الخيرية" وعن "الخوف" و"الفرحة" و"ليام" وال"حلم تحت القمرة" و"ضيافة النبي" و"رأس الكبة". وتضمن "موت الموت" ثلاث قصص قصيرة لعبد الرحمان المنجرا عنونها ب"وسيم ليلي" و"سيف لا يدمي" و"اعتراف"، تبعتها كتابات مشتركة بين الثلاثة، فيما اشتمل الفصل الأخير من الكتاب على نصوص الفرنسية لوليد المنجرا تحت عنوان من "موت الحقيقة" نحو "موت الموت".