استأثرت صناعة الخزف المغربي باهتمام كبير، مساء أول أمس الجمعة، من خلال برنامج "إنه بلجيكي محض"، الذي تبثه الإذاعة والتلفزة البلجيكية الفرنكفونية "إر تي بي إف"، والذي سلط الضوء على إبداعات المواطنة البلجيكية شارلوت باركووسكي في هذا المجال. وبعد تذكير بمسار هذه الفنانة الشابة التي اختارت الاستقرار بالمغرب، تحدثت "إر تي بي إف" عن غنى التراث المغربي، عبر إبراز تنوع المنتوج السياحي المغربي، والأعمال الفنية التي يبدعها الصانع التقليدي والجمال المعماري لدور الاستقبال، التي تعد حسب البرنامج "قصورا شرقية حقيقية". وشكل الخزف المستعمل في المجال الفني المحور الرئيسي ل"إر تي بي إف"، التي منحت المشاهدين الفرصة لزيارة المدينة الحمراء، ومقاولة الخزف التي نجحت شارلوت باركووسكي في خلقها وتطويرها بهذه المدينة المغربية. فقد أبرزت القناة التلفزية البلجيكية هذا الشكل الأصيل من الشراكة البلجيكية المغربية في مجال الصناعة التقليدية المغربية، عبر تتبع الفنانة في ورشتها، وتحاورها بالدارجة المغربية مع الصناع التقليديين الذين تشغلهم، معبرة عن افتخارها بمقاولة "أكال" التي فرضت نفسها في ظرف 12 سنة في نشاط ظل إلى عهد قريب حكرا على الرجال. كما أشارت القناة إلى تعاون المواطنة البلجيكية مع مهنيي القطاع السياحي المحلي. وانتقلت المصممة البلجيكية خريجة مدرسة الفنون بتورناي، إلى عالم الإخراج السينمائي بباريس، قبل أن تستقر نهائيا بمراكش. وتسعى الفنانة البلجيكية التي تمكنت من نسج علاقات مع الصناع التقليديين، إلى أن تجعل من فنها مهنة حقيقية، وثروة متبادلة وجسرا بين الغرب والشرق. وفي إطار برنامجها، استقت "إر تي بي إف" تصريحا من وزير السياحة الأسبق السيد عادل الدويري، الذي اعتبر أن المقاولة التي أحدثتها شارلوت باركووسكي تعد إحدى النجاحات المدهشة في مجال الصناعة التقليدية المغربية خلال العشر سنوات الأخيرة، مبرزا أن إبداعات الفنانة البلجيكية تمنح الصناعة التقليدية المغربية لمسة تتسم بالحداثة والخفة، مما يمنحها بعدا دوليا. ومن جانبها كشفت شارلوت باركووسكي عن سر اختيارها الإقامة في بلد إفريقي وبالضبط المغرب، مبرزة أن هذا الأخير "منحني الكثير". وأكدت في هذا الصدد بأن زيارتها لساحة جامع الفنا قلبت مجرى حياتها رأسا على عقب، مما جعلها تقرر سنة 1998 البقاء بهذا البلد. وقالت .. "بعد أكثر من 12 سنة، لست نادمة على أي شئ، لأنني مازلت سعيدة هنا".