خصصت الصحف الصادرة، اليوم الإثنين، حيزا كبيرا من صفحاتها لإبراز وتحليل مضامين الخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة، مساء السبت الماضي، بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لثورة الملك والشعب، مجمعة على كونه خطابا "تاريخيا وهاما". وأبرزت الصحف أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،أكد على أن الرهان الحقيقي الذي ينبغي على المغرب كسبه حاليا هو الإرتقاء بالانتخابات المقبلة إلى معركة وطنية نوعية، مضيفة أن جلالته شدد أيضا على أن تحديث ودمقرطة هياكل الدولة، يتجلى بشكل أقوى في إرساء الجهوية المتقدمة. وأشارت هاته الصحف إلى أن جلالة الملك أكد كذلك على العهد المشترك بينه وبين شعبه الوفي على مواصلة حمل مشعل الثورة المتجددة للملك والشعب. وفي افتتاحيتها بعنوان"الضمانة الملكية والمسؤولية التاريخية" كتبت جريدة (الصحراء المغربية) أن جلالة الملك " قدم في خطاب الذكرى الثامنة والخمسين لثورة الملك والشعب ما يمكن اعتباره ضمانة من أعلى سلطة في البلاد من أجل انتقال ممارسة السياسية في المغرب الى مرحلة جديدة ،قوامها الجدية والنزاهة والنظافة بما يعطي للعمل السياسي ما يستحقه من من نبل ومصداقية ". وأضافت في السياق ذاته أن الدستور الجديد للمملكة،"يشكل خطوة مهمة نحو ترسيخ الديموقراطية في المغرب "،مما يعزز بناء "مؤسسات فاعلة وذات مصداقية تشكل قوة دفع للديموقراطية ورافعة قوية للتنمية في جميع أبعادها ...". وهكذا، كتبت صحيفة (العلم)، في مقال لها بعنوان "خطاب التأكيد..."، أن" الخطاب الملكي ل` 20 غشت كان واضحا أشد ما يكون الوضوح ومباشرا بحيث لا يحتاج إلى تأويل أو تفسير أو شرح، فكل فئة داخل المجتمع والدولة وجه لها الخطاب رسالة واضحة، من المواطن العادي إلى الأحزاب السياسية ،مرورا بالسلطات العمومية والمجتمع المدني". واعتبرت جريدة (الصباح)، في افتتاحيتها بعنوان "خارطة طريق"، أن الخطاب الملكي وضع مسؤولية الانتخابات على عاتق الأحزاب السياسية، مشيرة إلى أن جلالة الملك وضع خارطة طريق لمسلسل انتخابي سيبدأ قريبا، تجعل من الاستحقاقات المقبلة ليس "مجرد تنافس حزبي مشروع للفوز بأكبر عدد من المقاعد، بل هو الارتقاء بها إلى معركة وطنية نوعية حول اختيار أفضل البرامج والنخب المؤهلة. وأضافت أن الخطاب الملكي قدم ضمانات في ما يتعلق بتدبير الدولة لملف الانتخابات من خلال إلزام السلطات الحكومية والقضائية الوصية على تنظيم الانتخابات "بالتقيد الصارم بالقانون وتفعيل آليات تخليق العمل السياسي والبرلماني وتوفير شروط المنافسة الانتخابية الحرة، والالتزام بالمساواة بين مختلف الأحزاب وبالحياد الإيجابي". ومن جهتها، أبرزت صحيفة (المنعطف) أن جلالة الملك محمد السادس وجه، من خلال خطابه السامي، إشارات ورسائل قوية وواضحة إلى الشعب المغربي بكل مكوناته السياسية منها والجمعوية وفئات عموم الشعب، ملخصا جلالته التحديات الكبرى التي تستوجبها المرحلة. كما لم يفت جلالته، تضيف الصحيفة،وهو يتحدث عن التحول التاريخي الذي يؤسس له الدستور الجديد للمملكة من ترسيخ للحكامة الترابية وعقلنة لهياكل الدولة أن يشير إلى أهمية دينامية الشباب، مؤكدا جلالته على أهمية ترسيخ عنصر الثقة في الاستحقاقات الوطنية المقبلة. أما جريدة (رسالة الأمة)، فأبرزت أن الخطاب السامي ترسيخ مناخ الثقة في الانتخابات المقبلة يقتضي من كل الفاعلين السياسيين التحلي بالوضوح في المواقف الملتزمة بتعزيز مصداقيتها. وكتبت صحيفة (أوجوردوي لوماروك)، في مقال لها بعنوان "الذكرى ال` 58 لثورة الملك والشعب..ثورة متجددة"، أن الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة أعطى انطلاقة "ثورة متجددة "وسلط الضوء على ضرورة التزام ومسؤولية الجميع، حكومة وبرلمانا وأحزابا ومواطنين وفاعلين جمعويين ووسائل إعلام.