في وقت يستعد فيه المغرب للاحتفال بعيد العرش، اهتمت الصحف الصادرة اليوم الجمعة بالأوراش الكبرى للإصلاح التي انخرطت فيها المملكة خلال 12 سنة من تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، مؤكدة أن تخليد هذا العيد المجيد يشكل مناسبة لتقييم المسار الذي قطعه المغرب على درب التقدم والحداثة والتنمية. وفي هذا الصدد، خصص عدد من الصحف ملفات لهذه المناسبة استعرضت من خلالها أهم المشاريع التي همت مختلف الميادين منذ اعتلاء صاحب الجلالة العرش، ومن بينها مراجعة الدستور والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومسلسل المصالحة. وأكدت صحيفة "لوسوار إيكو"، في ملف خاص عن عيد العرش، أن تخليد مثل هذه الذكرى، وبغض النظر عن بعدها الرمزي، يمثل مناسبة للتوقف قليلا لتقييم المسار الذي قطعه المغرب وتحديد المسار الذي ما يزال يتعين قطعه. وكتبت الصحيفة أن "العشرية المنصرمة مكنت المغرب من تدارك البطء على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي إلى حد كبير، كما تقر بذلك غالبية مواطنينا الذين تحسنت معيشتهم على مدى هذه الفترة، وكما تدل على ذلك ثقة المجموعة الدولية من خلال الوضع المتقدم الممنوح لبلدنا والاستثمارات التي تم جلبها". وأضاف كاتب الافتتاحية أن "التحفيز الملكي يظل متمحورا حول نفس المواضيع المهيكلة لمستقبل البلاد "، معربا عن اعتقاده بأنه "في محيط معولم وتنافسي وسريع، فإن القرارات المتخذة بالتشاور تدرج ضمن رصيد عهد ملكي متبصر ومكرس لاستدامة تنمية البلاد وفاعليها ومواردها ". وذكرت الصحيفة، في هذا السياق، بأنه "على الصعيد السياسي، فإن الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب مع التعديل الدستوري وتأثيره على التجديد والالتزام السياسي والمواطن، ومشروع الجهوية وانعكاساته من حيث الحد من الفوارق، ومخطط اللوجستيك مع التأهيل الباهر للتجهيزات الأساسية التي بدونها لن تكون التنمية سوى وهم، والسياحة التي تمكن البلاد من احتلال المكانة الهامة التي تستحقها بفضل مؤهلاتها العديدة، والفلاحة التي يظل دورها مركزيا في الاستقرار والتنمية بالمغرب كلها أوراش مفتوحة متواصلة". ومن جانبها، نشرت صحيفة " أوجوردوي لوماروك" ملفا خاصا عن عيد العرش تحت عنوان "عيد العرش : سنة 2011 ستطبع تاريخ المغرب" توقفت فيه، بالخصوص، عند الموافقة المكثفة على الدستور. وكتبت الصحيفة أن "الشعب المغربي يجدد تشبثه بالعرش من خلال صناديق الإقتراع"، مشيرة إلى أن " المواطنين المقيمين في المغرب أو في الخارج أكدوا، من خلال عملية الإستفتاء التي تميزت بمشاركة مكثفة، أنهم مجندون جميعهم وراء صاحب الجلالة للسير قدما إلى الأمام في الإصلاح ومواكبة عصر الحداثة ". كما اهتمت الصحيفة بمشاريع أخرى انطلقت في عهد جلالة الملك وضمنها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "الورش المجتمعي لمحاربة مظاهر اللامساواة بشكل فعال"، إلى جانب مشاريع أخرى من مستوى عال جدا تهدف إلى تعزير التجهيزات الأساسية وخاصة منها الطرق السيارة والتجهيزات الرياضية. ومن جهتها، كتبت صحيفة " ليكونوميست " أن "عهد جلالة الملك محمد السادس تميز بعمل ينصب في المقام الأول على الجانب الاجتماعي والتجهيزات الأساسية الكبرى، مطلقا بذلك دينامية اقتصادية وحداثية "، مضيفة أن "الإنجازات المهيكلة ساهمت في تغيير عميق في المجتمع المغربي : المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وحقوق المرأة والأسرة...". وأكد كاتب الافتتاحية أن "التاريخ تسارع في المغرب"، مشيرا إلى أن "كل ذلك ساهم في جعل الإصلاحات السياسية أمرا ضروريا". وأبرزت "ليكونوميست" أن "الإصلاح الدستوري أسدل الستار على مرحلة، لكنه فتح مرحلة أخرى"، مؤكدة أن "المحور المركزي والمرجعي لهذه المرحلة الجدية هو، وينبغي أن يكون، المواطن المسؤول عن مستقبله ومستقبل المجتمع الذي ينتمي إليه".