أكد وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، السيد ألان جوبي، اليوم الثلاثاء ببرشلونة، أن الاتحاد من أجل المتوسط مدعو لأن يكون "محور" المشاريع الإقليمية التي تتم في إطار سياسة الجوار الأوروبية. وقال السيد جوبي، خلال حفل تنصيب الدبلوماسي المغربي السيد يوسف العمراني أمينا عاما لهذه المنظمة، "إن الاجتماع الأخير للمجلس الأوروبي أكد على أهمية الاتحاد من أجل المتوسط إلى جانب العلاقات الثنائية التي يعمل الاتحاد الأوروبي على تطويرها مع الضفة الجنوبية في إطار سياسة الجوار الأوروبية الجديدة". وأوضح جوبي، الذي أشاد بتسلم السيد يوسف العمراني مهامه حتى يعطي انطلاقة لهذه الدينامية من التضامن، أن تجسيد هذا الهدف يمر من خلال "حكامة جيدة للاتحاد من أجل المتوسط حيث يأخذ الاتحاد الأوروبي مكانته الكاملة وفق اتفاق لشبونة، وكذا من خلال شراكة وثيقة بين المشاريع المحددة من قبل الأمانة العامة للاتحاد والتمويلات الأوروبية". وأضاف أن من بين المجالات التي يمكن أن تهم هذه العلاقات هناك الحركية من خلال تسهيل مقاربة شاملة للهجرة والطاقات المتجددة وكذا على مستوى الطاقة الشمسية المتوسطية حيث أن نجاحها سيكون له تأثير مهم على النمو والشغل والتنمية الاجتماعية. وشدد على أهمية مجال الابتكار بخصوص المقاولات الصغرى والمتوسطة باعتبارها أساسية من أجل التشغيل ومستقبل الشباب وكذا فيما يتعلق بمجال الوقاية المدنية الذي تم التطرق إليه في قمة باريس 2008 باعتباره مجالا ذا أولوية. وأشار الوزير الفرنسي، الذي ترأس بلاده الاتحاد من أجل المتوسط بشراكة مع مصر، إلى الوضع الجديد في بعض الدول العربية "الذي يدفعنا إلى إعادة قراءة مفاهيم العلاقات الدولية، ويدعونا إلى تطوير علاقاتنا على أساس المساواة والتبادل والتكافؤ". وأوضح أن هذا الوضع يبين إلى أي مدى تعد مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط، "ذات أولوية، وإلى أي حد يكون مصيرنا المشترك حول البحر المتوسط عميقا، وكيف بات ملحا هندسة مشروع ملائم للتضامن والإنجازات المشتركة لتحسين الحياة اليومية للمواطنين". من جهتها، أكدت وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية، السيدة ترينيداد خيمينيث، أن حفل تنصيب السيد العمراني هو "خير مثال على الدينامية الإيجابية والبناءة، وعلى التوافق الذي يحتاجه هذا المشروع الرائع والمتمثل في الاتحاد من أجل المتوسط". وأضافت أن الاتحاد من أجل المتوسط مدعو إلى العمل على تعزيز الحوار والشراكة الأورو-متوسطية، وخصوصا في الظرف الراهن الذي تجتازه المنطقة العربية، مشددة على أن الأمين العام الجديد للاتحاد يواجه "تحديا سياسيا يتمثل في إنجاح قدر أكبر من التفاهم السياسي، والتعاون، والتشارك، والتوافق الممكن" بين جميع البلدان الأعضاء في هذه المنظمة. وذكرت بمختلف المجالات ذات الأولوية التي حددها الاتحاد من أجل المتوسط في مشاريع التنمية المشتركة، داعية، في هذا الإطار، إلى تحسين الوضع الاقتصادي لساكنة بلدان المنطقة ولصالح عملية السلام في الشرق الأوسط. وفي معرض حديثها عن تنصيب السيد العمراني في هذا المنصب، أشادت رئيسة الديبلوماسية الإسبانية، عاليا، بالكفاءات المهنية والصفات الإنسانية لهذا الدبلوماسي المغربي الذي يمكنه الاعتماد، تؤكد الوزيرة الإسبانية، على الدعم الكامل لجميع البلدان الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط. وتميز هذا الحفل الرسمي لتسلم المهام بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري ورئيسي الدبلوماسيتين الإسبانية والفرنسية، على التوالي، ترينيداد خيمينيث وألان جوبي، إضافة إلى نائب وزير الشؤون الخارجية المصري أحمد فتح الله. كما حضر حفل التنصيب مستشار صاحب الجلالة ورئيس مؤسسة (آنا ليند) السيد أندري أزولاي، وسفير المغرب بإسبانيا السيد أحمد ولد سويلم، والوزير الفرنسي المكلف بالصناعة والطاقة السيد إيريك بيسون، ورئيس الحكومة المستقلة لكاطالونيا السيد أرتور ماس، وعدة مسؤولين سامين بالدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط. وقد تم تعيين السيد يوسف العمراني في منصب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط من طرف كبار موظفي الاتحاد خلال اجتماع انعقد في 25 ماي الماضي ببرشلونة، خلفا للأردني أحمد مساعدة الذي قدم استقالته من مهامه في يناير الماضي. يذكر أن الاتحاد من أجل المتوسط، الذي أسس في 13 يوليوز 2008 بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، يضم أزيد من أربعين بلدا، ويعتبر منظمة لتنفيذ مشاريع للتعاون الأورومتوسطي في مختلف المجالات.