شكل النشاط الملكي والأميري والاستفتاء حول الدستور أهم المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف الوطنية الصادرة اليوم السبت. وهكذا أبرزت الصحف الوطنية أن جلالة الملك محمد السادس أدى، مساء أمس الجمعة بمكتب التصويت بمقر مجلس المنافسة بالرباط، واجبه الوطني بإدلاء جلالته بصوته في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وأضافت أن صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد أدلى، بدوره، بصوته في هذا الاستفتاء، كما أدلت الأميرات الجليلات للاسلمى وللامرية وللاأسماء وللاحسناء بأصواتهن في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وكتبت جريدة (العلم) في افتتاحيتها أن "الدستور الحالي اختلف عن جميع الدساتير السابقة لأنه كان مقنعا سياسيا ودستوريا"، مشيرة إلى أن "نعم التي ملأت أفواه ملايين المغاربة وأطرتها القوى الديموقراطية كانت نعم +وطنية+ بما للكلمة من معنى، حفلت بمضامين سياسية وقانونية دستورية". وأضافت أنه لا بد من الشروع فورا في إعمال الإجراءات المواكبة، ومن بينها "أن يأخذ المجلس الوطني لحقوق الإنسان رزمة من الملفات الحقوقية والسياسية بيده ويخصها باهتمام كبير جدا لتطهير ما قد يكون علق ببعضها من تجاوزات وظلم، ويعيد بذلك الاطمئنان إلى أعماق المجتمع السياسي والحقوقي المغربي". من جهتها، أكدت (الصباح) في افتتاحيتها، أن "المغرب خطا، يوم الاستفتاء، خطوة أخرى نحو بناء دولة الحداثة السياسية وتعدد الهوية الثقافية، بالتصويت على دستور جديد بجيل جديد من الإصلاحات السياسية والدستورية". وأضافت أن الدستور الجديد "يمس البنية التحتية، لأنه يؤسس لعلاقات جديدة بين السلط ويعيد الاعتبار إلى هوية الإنسان المغربي بتعدد روافدها، غير أن الإشكال سيظل مطروحا عى مستوى البنية الفوقية ودرجة الاستعداد لاستيعاب هذه التغييرات والتفاعل معها إيجابا، حتى لا يتحول الانتقال الديموقراطي إلى نكسة". واعتبرت أن "الإجماع بشأن الدستور ترك خلافا بين الفاعلين السياسيين، لكن الإجماع تحقق حينما ساهم الجميع في بلورة الدستور الجديد، وتحقق حينما تحدث لجميع بأصوات متعارضة وأخرى متقاطعة حول الموقف من الدستور، فقد أعطيت الكلمة للموقفين معا وبقيت الكلمة الفصل للشعب كما في الديموقراطيات العتيقة". وأكدت أن "بناء وطن جديد، بدستور جديد، لن يتحقق إلا بعقليات مختلفة تماما عن تلك السائدة اليوم، وإلا فإننا سنعود بعد عقود من الزمن نجتر الأخطاء نفسها والمشاكل نفسها والثقافات ذاتها، ونفشل في تحقيق التغيير مادامت بنية التفكير لا تتحرك". من جهتها، اعتبرت جريدة (المنعطف) أن "الشعب المغربي يصوت على أول دستور يكرس الديموقراطية التشاركية ويؤسس للمغرب الجديد"، مؤكدة أن الاستفتاء "حدث انضاف إلى المناسبات الخالدة في ذاكرة الشعب لمغربي التي تؤرخ لانعطافاته الكبرى نحو الدمقرطة والبناء المؤسساتي، اختارها المغرب في سياق التحولات". وأشارت إلى أن الحملة الاستفتائية "مرت في أجواء حماسية، لم تسجل عليها أية ملاحظات سلبية ولا حوادث تذكر سواء في صفوف المؤيدين أو المعارضين، ووسط توقعات بأن يحظى مشروع الدستور بتأييد واسع". واعتبرت جريدة (الأحداث المغربية) أن "المغاربة صوتوا أمس وقالوا كلمتهم بخصوص الدستور المقترح عليهم، وستكون هذه الكلمة هي الحكم الفصل في كل النقاشات التي صاحبت هذا الدستور". وأشارت إلى أن المغاربة، بإقبالهم المتزايد على مكاتب التصويت طوال يوم أمس، يكونون قد أعلنوا عن مشاركتهم الواسعة في الاستفتاء على الدستور الجديد"، مضيفة أن "نسب المشاركة تزايدت شيئا فشيئا لتملأ صناديق الاستفتاء". وقالت إن نتيجة الاستفتاء والعمل الجديد سيبدأ في هذه اللحظة بالتحديد، مؤكدة أن "معركة المغرب الكبرى بدأت الآن ولدينا نصنا الدستوري الذي توافقت عليه أغلب القوى الحية في البلد، والأمل هو أن لا نخلف الموعد مع مستقبل بلد بكامله". وأوضحت جريدة (الحركة)، من جانبها، أن "درجات الحرارة المرتفعة لم تؤثر على إقدام الناخبين لأداء الواجب الوطني والتعبير عن أصواتهم على مشروع الدستور المطروح للاستفتاء الذي يحدد مستقبل الأمة المغربية". وأشارت إلى أن هذا الإقبال الملفت من مختلف أطياف المجتمع المغربي يترجم مدى أهمية هذا الدستور الجديد المتكامل والديموقراطي والمتوازن، في وضع مغرب اليوم في مصاف الدول الديموقراطية. رياضيا، واصلت الصحف اهتمامها بالدورة الثالثة عشرة للألعاب العالمية الصيفية للأولمبياد الخاص التي تحتضنها العاصمة اليونانية أثينا، حيث أبرزت أن المغرب، الذي يشارك فيها بوفد يتكون من 31 لاعبا ولاعبة، تمكن من إحراز ثلاث ميداليات، ذهبيتان وبرونزية. على الصعيد الدولي، واصلت الصحف الوطنية بالخصوص اهتمامها بتطورات الأوضاع في كل من سورية وليبيا واليمن.