أشاد عدد من الصحفيين الأجانب المعتمدين لتتبع عملية الاستفتتاء على مشروع الدستور الجديد، اليوم الجمعة، بجو الحرية والانفتاح الذي ميز حملة الاستفتاء وكذا بالتسهيلات التي مكنتهم منها السلطات المغربية للقيام بواجبهم في أحسن الظروف. وأضافوا في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمركز الإعلامي الذي خصصته وزارة الداخلية لمواكبة هذا الحدث ، أن الإصلاح الدستوري يشكل "خطوة إيجابية للتأسيس لديمقراطية حقيقية" تجعل المغرب بلدا رائدا على المستويين العربي والإفريقي. وسجلوا أن مشروع إصلاح الدستور يتضمن مقتضيات جد هامة من شأنها تعزيز الممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة بالمغرب، منوهين بهذه الخطوة الجريئة وغير المسبوقة في العالم العربي. وفي هذا السياق، قال الصحفي لؤي القدومي رئيس القسم السياسي بجريدة الوطن القطرية أنه لاحظ أن " الأمور تمر بسلاسة وسهولة ويسر " ، مضيفا أنه سجل من خلال الجولات التي قام بها للاطلاع على الأجواء التي تمر فيها عملية الاستفتاء، أن هناك "إرادة لدى المواطنين لمساندة هذه الخطوة الإصلاحية التي بادر إليها جلالة الملك محمد السادس الذي يتمتع بفكر تقدمي". وبعدما أكد أن الإصلاح الدستوري يعد خطوة جريئة وعصرية، وأنه " لأول مرة نسجل أن قائد بلد عربي تخلى عن بعض صلاحياته طواعية في لحظة تاريخية معينة"، أشاد بجو الديموقراطية الذي يتمتع به المواطن المغربي، مشيرا إلى أنه لاحظ من خلال جولاته، وجود حرية لكافة الأطراف للتعبير عن رأيها في جو ديمقراطي هادئ وحضاري. من جهته، اعتبر الصحفي الصيني فو دجينغ عن صحيفة (تشاينا دايلي) أن الدستور "سيضمن هامشا أكبر من الحرية والحقوق مما سينعكس إيجابا على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمغاربة". وأكد أن هذا الإصلاح الدستوري يعد حدثا هاما سيمكن المغرب من احتلال موقع الريادة على الصعيد الإفريقي وسيقدم النموذج لبلدان القارة، كما يساهم في جعل المغرب، مستقبلا، قوة اقتصادية إقليمية أكثر انفتاحا على بلدان العالم. أما الصحفي إلهام المليجي من مؤسسة الأهرام المصرية، فقد أكد أن مشرع الدستور يشكل "خطوة استباقية مهمة تأتي في إطار ما يسمى بالربيع العربي"، مبرزا أن مشروع الدستور يبقى بكل المقاييس مشروعا متقدما إذا ما قورن بالدساتير العربية، وخاصة في ما يتعلق بالديباجة التي يلتزم بمقتضاها المغرب بمواثيق حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا فضلا عن مجموعة من مقتضيات هذا الإصلاح، ولاسيما دسترة الأمازيغية كمكون من مكونات الهوية المغربية. من جانبه، قال الصحافي شارل دالميدا عن يومية "الأنتير" الإيفوارية إن مشروع الدستور المعروض للاستفتاء متقدم ويشكل خطوة كبيرة في مجال الانتقال إلى ديموقراطية حقيقية بالنظر إلى الصلاحيات الهامة التي يمنحها لرئيس الحكومة الذي أصبح يعين من الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية، مضيفا أنه استنتج من خلال تتبعه لأجواء الحملة التي سبقت يوم الاستفتاء أن المغاربة منخرطون بشكل مكثف في هذا المشروع ومتحمسون له. من جهة أخرى، نوه بالتسهيلات التي تقدمها السلطات المغربية للصحفيين الأجانب المكلفين بتغطية هذا الحدث الهام، ولاسيما تمكينهم من حرية التنقل واستجواب المواطنين والفاعلين السياسيين. يذكر أن عدد الصحافيين المغاربة والأجانب الذين حصلوا على بطاقات الاعتماد لتغطية الاستفتاء الدستوري الذي يجري اليوم الجمعة بلغ 536 صحافيا. وحسب وزارة الاتصال فقد تم تسليم 169 بطاقة اعتماد لمراسلي الصحافة الدولية ما بين صحافيين أجانب معتمدين في المغرب وصحافيين أجانب موفدين خاصين لتغطية هذا الحدث، من بينهم 35 مصور تلفزيوني و9 مصورين فوتغرافيين.