عرفت شوارع عدد من مدن المملكة أجواء من الفرحة والابتهاج مباشرة بعد الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمس الجمعة الى الأمة والذي أعلن فيه جلالته عن الدستور الجديد. فبمجرد انتهاء الخطاب الملكي، خرج آلاف الاشخاص الى شوارع مختلف مدن المملكة للاحتفال كل حسب طريقته بهذا الحدث التاريخي الذي سيعزز الديمقراطية ودولة الحق والقانون بالمملكة. وهكذا، خرج مواطنون من مختلف الاعمار وفي مقدمتهم الشباب الى الشوارع والساحات العمومية حاملين صور صاحب الجلالة والاعلام الوطنية، للتعبير عن الفرحة ودعمهم لمضمون مشروع الدستور الذي سيعرض للاستفتاء فاتح يوليوز المقبل. كما جاب هؤلاء مختلف الشوارع الرئيسية، وتجمعوا بالساحات الكبرى مرددين شعارات تشيد بالخطاب التاريخي الذي وجهه جلالة الملك للامة والذي وصف فيه جلالته الدستور الجديد ب`"التحول التاريخي الحاسم في مسار استكمال بناء دولة الحق والمؤسسات الديمقراطية". وقد وصف المواطنون في تصريحات لهم الخطاب الملكي بالتاريخي، مشيدين بالدستور الجديد الذي يتضمن مقتضيات متقدمة بالنسبة لمستقبل المغرب والتي ستضعه في مصاف الدول الديمقراطية والحديثة. وقد أكد جلالة الملك في خطابه السامي أن الدستور الجديد من شأنه "ترسيخ مبادئ وآليات الحكامة الجيدة، وتوفير المواطنة الكريمة، والعدالة الاجتماعية". ونوه جلالة الملك ب" الإسهام الديمقراطي للجميع، الذي مكننا، بفضل هذه المقاربة التشاركية، من الارتقاء بمراجعة الدستور الحالي، إلى وضع دستور جديد، يتفرد بثلاث مميزات ، في منهجية إعداده، وفي شكله، وفي مضمونه". وأما من حيث المضمون، يضيف جلالة الملك فإن مشروع الدستور يؤسس لنموذج دستوري مغربي متميز قائم على دعامتين متكاملتين تتمثل أولاهما في التشبث بالثوابت الراسخة للأمة المغربية في حين تتجلى الدعامة الثانية في تكريس مقومات وآليات الطابع البرلماني للنظام السياسي المغربي، في أسسه القائمة على مبادئ سيادة الأمة، وسمو الدستور، كمصدر لجميع السلطات، وربط المسؤولية بالمحاسبة. وقد حظي الخطاب الملكي، الذي طالما انتظره الشعب المغربي، باهتمام كبير من قبل الصحافة الوطنية والدولية. فقد خصصت القنوات ووكالات الأنباء الدولية حيزا هاما لمضامين الخطاب الملكي من خلال بثها لمقتطفات موسعة منه والتي تبرز مدى أهمية الإصلاحات الدستورية الكبرى التي جاء بها هذا الخطاب والتي ترفع المملكة المغربية إلى مصاف الدول الديمقراطية.