ساهم الفنانون المغاربة المقيمون ببلجيكا بفعالية في نجاح مهرجان "ناس الصحراء"، الذي اختتم في جو احتفالي، أمس السبت ببروكسيل، من خلال عرض بهيج تخللته الأهازيج والرقصات الحسانية المميزة لجنوب المملكة. وأوضح رئيس جمعية المبدعين البلجيكيين المغاربة السيد مصطفى الزوفري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المبدعين البلجيكيين من أصل مغربي عملوا منذ عدة أشهر على التحضير لهذا الحدث الذي احتفى بالفن والثقافة الحسانية، من خلال مجموعة من الورشات، تهم على الخصوص الفنون التشكيلية وتصميم الأزياء والآلات الموسيقية وفن الخط والطبخ. وقد تم في إطار هذه التظاهرة، عرض مجموع الأعمال المستلهمة من الحياة اليومية والفن الصحراوي المميز للأقاليم الجنوبية، انطلاقا من اللوحات والخط العربي وخط تيفناغ، مرورا بالرسوم والزي التقليدي للساكنة الصحراوية. ونوه السيد الزوفري في هذا الصدد، بالتوافد الكثيف لجمهور مدينة بروكسيل، من كافة الشرائح العمرية ومختلف الجنسيات، والذين أبدوا اهتماما كبيرا بهذه الورشات التي قربتهم من غنى هذا المكون للثقافة الوطنية. ومن جهة أخرى، أوضح الفنان التشكيلي البلجيكي من أصل مغربي أنه تم إنجاز لوحة كبيرة تجسد الحياة في الصحراء المغربية ولوحات لرجال ونساء صحراويات، من طرف 15 فنانا تشكيليا بلجيكيا من أصل مغربي إلى جانب عدد من الجنسيات الأوروبية والإفريقية والآسيوية. وأوضح أنه تم في ختام هذا المهرجان، منح هذه التحفة الفنية الكبيرة والجميلة لمدينة الداخلة كتعبير عن ارتباط الفنانين المغاربة ببلدهم الأصلي، وخصوصا بالأقاليم الجنوبية للمملكة. ويعد "ناس الصحراء" (3 و4 يونيو الجاري)، باعتباره تظاهرة فنية بامتياز، فسحة تتيح اكتشاف حياة وتقاليد الأقاليم الصحراوية، لاسيما من خلال التنشيط تحت الخيمة والعروض وإلقاء الشعر الحساني، والأمسيات الموسيقية واكتشاف الصناعة التقليدية المحلية. وسلط المهرجان المنظم من طرف دار الثقافات والتواصل الاجتماعي لبلدية مولنبيك سان جان ببلجيكا، بتعاون على الخصوص، مع سفارة المغرب ببلجيكا واللوكسمبورغ، الضوء على التراث الصحراوي المغربي المطبوع بالثقافة الحسانية التي تشكل إحدى مظاهر التقاليد الشفوية الحية والتي يتم صيانتها والغيرة عليها. وقد قدم عدد من المجموعات الغنائية والفنانين المرموقين عروضهم خلال أمسيات موسيقية كبيرة، من بينها أسماء معروفة في مجال الأغنية الصحراوية من قبيل رشيدة طلال وكيل أسوف وزغايلينة وسلمو. ونظم المهرجان كذلك بتعاون مع المجلسين البلديين لمدينتي العيونوالداخلة، والمجلس الأوروبي للصحراويين المغاربة، وجمعية "ناس" للتنمية وجمعية المبدعين البلجيكيين المغاربة.