تحتفل الطائفة الكبرى للطرق التيجانية بغرب إفريقيا ،خلال الأسبوع الجاري بداكار، بالذكرى الثلاثين ل "الزيارة السنوية"، التي تعد مناسبة يجتمع خلالها في جو من الإيمان والخشوع آلاف التيجانيين من مختلف مناطق السينغال، وموريتانيا، ومالي، وغامبيا، والنيجر، ونيجريا. ويخصص هذا الحشد الديني الذي يجري بالمسجد العمري بدكار للاحتفاء بذكرى الشيخ الكبير للعائلة العمرية، سيدو نورو تال، سليل أسرة من كبار المريدين الذين كرسوا حياتهم لتثبيت دعائم الإسلام في غرب إفريقيا .
ويعد سيدو نورو تال (1880-1980) من الوجوه البارزة التي ساهمت بشكل كبير في نشر الإسلام في غرب إفريقيا . وقد أصبح بعلمه الغزير وورعه الكبير وحكمته أحد أعلام الطريقة التيجانية خصوصا في مالي والسينغال وموريتانيا.
كما يخصص لقاء داكار للإحتفال بالذكرى الثالثة لرحيل تييرنو مونتاغا تال الذي أصبح على رأس الأسرة العمرية بعد وفاة سيدو نورو تال في سنة 1980.
ويجمع الإحتفال ب "الزيارة السنوية"، الذي انطلق اليوم الجمعة، بين ما هو روحي وما هو زمني ، وهو موجه للشباب بهدف تحسيسهم وتوجيههم نحو القيم الدينية الأصيلة التي تمنحهم المناعة ضد الآفات الإجتماعية وانحرافات العصر.
وبالفعل ، فإن الإحتفاء بالذكرى الثلاثين ل"الزيارة السنوية " ينظم تحت شعار "الشباب في مواجهة أزمة القيم : أجوبة الإسلام من خلال تعاليم تييرنو سيدو نورو وتييرنو مونتاغا تال".
وأكد السيد أمادو تيدياني آن، نائب رئيس اللجنة المنظمة للزيارة، أن هذه التظاهرة تعد "مناسبة لاستذكار فضائل الراحلين الأجلاء "، وقال " إننا في عالم يمر بأزمة تهدد بصفة خاصة الشباب".
وعلى غرار والده ،الحاج عمر تال، فإن خليفة الأسرة العمرية، تييرنو سيدو نورو تال، يعد هو الآخر مرجعا كبيرا في الطريقة التيجانية.
ونظرا لورعه الكبير وعلمه الواسع، فإن له تأثيرا كبيرا على مريدي الطريقة التيجانية ، خصوصا أولائك الذين يعيشون بمنطقة بوكي بموريتانيا ، وفي مناطق نيورو وكايز ، وباندياكارا ،ودينكراي ، بمالي.
وقد ألف تييرنو سيدو نورو تال كتابا مرجعيا في جزئين حول حياة وأعمال والده الحاج عمر الذي قاد الحرب ضد الاحتلال الغربي.
وينتظر أن يحضر وفد مغربي هذه التظاهرة التي تستمر خمسة أيام والتي تعد من بين أكبر التجمعات الدينية التي تحتضنها العاصمة السينغالية داكار.