أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري، اليوم الأربعاء بالرباط، أن المغرب يضع القارة الإفريقية ،التي ينتمي إليها، في صلب سياسته الخارجية. وقال السيد الفاسي الفهري في الجلسة الافتتاحية للاحتفال بيوم إفريقيا، الذي يعقد هذه السنة تحت شعار "الحكامة الجيدة والتنمية في افريقيا"، إن تكثيف التعاون بين المغرب وافريقيا تحكمه "إرادة سياسية واضحة" للمملكة ، وأن تعزيز هذا التعاون يعكس أهمية العمق الاستراتيجي للجوار الأفريقي في السياسة الخارجية للمغرب. وذكر الفاسي الفهري في هذا الإطار بأن الرؤية الاستراتيجية للمغرب في سياسته تجاه افريقيا تولي أهمية متزايدة للشق الاقتصادي الذي يحكمه إطار قانوني يشمل أكثر من 480 اتفاقية تعاون ويعرف انخراطا كبيرا للقطاع الخاص في مختلف المبادرات الحكومية في القارة. وبخصوص شعار التظاهرة، أشار الوزير إلى أن الحكامة الجيدة تعد أولوية لمستقبل افريقيا، مضيفا أنها تمثل عنصرا أساسيا للنمو الاقتصادي والتنمية البشرية والاستقرار السياسي على مستوى القارة. وأضاف أن التنمية بإفريقيا تتطلب وعيا بممارسات الحكامة الجيدة من أجل إيجاد توازن بين شروط الاستقرار السياسي والتنمية السوسيو-اقتصادية التي تنشدها كل شعوب افريقيا. من جانبه، وصف سفير جمهورية غينيا الاستوائية وعميد السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد لدى المغرب، السيد خوان ندونغ نغيما علاقات المغرب مع الدول الافريقية ب "الأخوية"، مشيدا ب"التشبث القوي" للمملكة بتحقيق التنمية المستدامة في القارة الافريقية. وأبرز من جهة أخرى خصوصية الاحتفال بيوم افريقيا واصفا إياه بيوم "الوحدة التي تدفع بالقارة إلى التركيز على التحديات والآفاق". وبدورها ذكرت الممثلة المقيمة للبنك الإفريقي للتنمية في المغرب السيدة أماني أبو زيد بدور الحكامة الجيدة من أجل التنمية المطردة والشاملة التي تستجيب لتطلعات الشعوب الإفريقية. كما شددت على أن افريقيا تتميز، بصرف النظر عما تعرفه من أزمات ومشاكل، بانتقال ديمقراطي متزايد وبنمو اقتصادي بلغ خلال العقد الأخير ما يقرب من 5 بالمائة ومكن إفريقيا من أن تكون القارة الوحيدة التي لم تتأثر كثيرا بالأزمة المالية العالمية. يذكر أن هذه التظاهرة الافريقية، التي احتضنتها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، وترأس جلستها الافتتاحية السيد الطيب الفاسي الفهري، سجلت ، على الخصوص ،حضورا كبيرا للسلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد بالمغرب .