انطلقت صباح اليوم بالدار البيضاء أشغال الندوة العلمية الدولية التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع "سؤال الأخلاق والقيم في عالمنا المعاصر". ويناقش المشاركون في الندوة التي تنظمها الرابطة المحمدية للعلماء، مجموعة من المحاور تتلخص في تحليل "الإطار النظري والتحديد المفاهيمي والمجالي للأخلاق والقيم" و" القيم وإشكالية المرجعيات والمقاربات" و" القيم الأخلاقية ... الإطلاق والنسبية، الثابت والمتغير، الإلزام والاختيار" و"التربية على القيم وإصلاح النظام التعليمي" و"البعد الوظيفي للقيم والأخلاق" و"قراءات تحليلية نقدية في الفكر القيمي والأخلاقي العالمي" و"من أجل ميثاق أخلاقي وقيمي تعاقدي بين الحضارات". واستعرض الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الأستاذ أحمد عبادي في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، مختلف التعاريف المرتبطة بالأخلاق والقيم التي قال إنها "موجهات السلوك وضوابطه وموازينه، وهي حراس الأنظمة وحامية البناء الاجتماعي ومفعّلته". وأضاف أن العالم يعيش اليوم "أزمة انهيار نُظُم القيم بسبب التغيرات الكبيرة التي أصابت بُنى المجتمعات، وأنماط الإنتاج، وسيولة المعلومات، وهياكل العلاقات الأسرية والاجتماعية والدولية، ومضامين وأشكال القوانين التي باتت تنظم كل ذلك، مشيرا إلى أن ذلك زج بالإنسان المعاصر في أنواع متعددة من المعاناة كالإحباط وخيبة الأمل، والإحساس بالاغتراب ، والشعور بالضعف ، والمعاناة من عدم الانسجام، ومظاهر الشذوذ في الحياة والسلوك. ودعا الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء إلى التفكير في آليات وإجراءات للحد من الآثار السلبية للتطور الذي يعرفه العالم وخاصة على مستوى الإعلاميات والتلوث والتكنولوجيات، والصراعات الدينية والطائفية والعرقية، والنزعات التوسعية اقتصاديا وسياسيا وجغرافيا. وأكد أن السند الديني للأخلاق والقيم في صيغته الإسلامية أثبت أنه قادر على تجاوز القطيعة بين المرجعيتين الدينية والعقلية، وأنه لا تعارض بين صحيح المنقول وصريح المعقول، وأنه لا تعارض بين مصالح الإنسان والشريعة الإسلامية. ويشارك في أشغال هذه الندوة الدولية التي تستمر على مدى ثلاثة أيام، عدد من الباحثين والمختصين المغاربة والأجانب.