تتواصل المخيمات الاحتجاجية والاعتصامات ل"حركة 15 ماي" التي تطالب ب"ديموقراطية حقيقية" في إسبانيا في العديد من الساحات الرئيسية في كبريات المدن الاسبانية وانتقلت إلى عدد من العواصم الدولية. ويعتصم الالاف من الشباب حاليا في الساحات الرئيسية بحوالي ستين مدينة في مختلف أرجاء التراب الاسباني استجابة لنداء تم تداوله على الشبكات الاجتماعية من بينها "فايسبوك" و"تويتر" وذلك للمطالبة بتغيير سياسي واجتماعي واقتصادي عاجل في إسبانيا. ويؤكد المحتجون الذين تجمعوا في إطار "حركة 15 ماي" في إشارة إلى تاريخ المظاهرات العارمة التي شهدتها العديد من المدن الاسبانية يوم الاحد الماضي عزمهم الاستمرار في الاعتصام ونصب المخيمات الاحتجاجية المطالبة ب"الكرامة والضمير السياسي والاجتماعي" و ب "التجديد الديموقراطي" إلى غاية يوم 22 ماي الجاري حيث من المقرر إجراء الانتخابات المحلية في عدد من المدن والجهات الاسبانية. وبالرغم من القرار الذي أصدرته مساء أمس اللجنة المركزية للانتخابات والقاضي بعدم شرعية هذه الاحتجاجات التي تتزامن مع قرب إجراء الانتخابات المحلية والجهوية بإسبانيا فإن (حركة 15 ماي) استقطبت المزيد من المتظاهرين في مختلف المدن الاسبانية. كما انتقلت هذه الحركة السلمية والتلقائية إلى عدد من العواصم الدولية حيث شهدت أمس العديد من المدن في أوروبا وأمريكا اللاتينية العديد من الاعتصامات للمطالبة بديمقراطية حقيقية وبإصلاحات اقتصادية فعالة وللتنديد بالنخبة السياسية التي لا تطرح بدائل واقعية للمشاكل تتخبط فيها البلاد. وفي هدا الاطار نظمت اعتصامات تحت شعار "ديموقراطية حقيقية الآن" أمام سفارات إسبانيا بكل من بروكسيل ولندن وبرلين وبوغوطا والمكسيك وباريس بالاضافة إلى احتجاجات أخرى بالساحات الرئيسية بمدن بيرمينغام وبوينوس أيريس وبراغا وبادوا وتورين. وسيتجمع الالاف من الاسبان معظمهم من الشباب مساء اليوم في ساحة "بويرطا ديل صول" بوسط مدريد في إطار مخيم احتجاجي يتواصل منذ بداية الاسبوع الجاري للمطالبة ب"ديموقراطية حقيقية" وللتنديد ب "الطبقة السياسية" التي لا تمثل , حسب رأيهم , المواطنين. ونصب حوالي ألف من المتظاهرين خياما بهذه الساحة الرئيسية بوسط مدريد حيث يعتصمون بشكل سلمي ومنظم أمام أنظار أفراد الشرطة المحلية والوطنية الذين يراقبون جميع الشوارع المؤدية إلى ساحة "بويرطا ديل صول". وحرص المشاركون في هذا المخيم الاحتجاجي على ضمان تنظيم محكم تم توزيع المهام بين المتظاهرين بشكل منظم. ويضم هذا المخيم عددا من اللجان التنظيمية تتولى مهام الاعلام والاتصال والتعبئة والتنظيم والحراسة والنظافة. وأمام المخيمات الاحتجاجية ل"حركة 15 ماي" التي اجتاحت العديد من كبريات المدن الاسبانية للمطالبة ب"ديموقراطية حقيقة" اعتبر عدد من أعضاء الحكومة الاشتراكية عن تفهمهم لمطالب هذه الحركة في الوقت الذي اعتبر فيه الحزب الشعبي اليميني المعارض أن الامر يتعلق ب "مؤامرة" نسج اليسار خيوطها. لكن المحتجين الذين يرفعون لافتات تطالب ب"ديموقراطية حقيقية" وب"إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة" يؤكدون إيمانهم العميق بهذه الحركة التي شبهتها العديد من وسائل الاعلام الاسبانية والاوروبية ب"الربيع العربي" الذي شهدته العديد من البلدان العربية. وتمكنت هذه الحركة الاجتماعية من كسب العديد من المتعاطفين من عاطلين وعمال ومتقاعدين وأسر بفضل مستوى التعبئة على الشبكات الاجتماعية في إطار حركة أطلق عليها إسم "الديمقراطية الحقيقية الآن" للتنديد بنظام سياسي لا يمثلهم ويشجع القطبين الحزبيين متهمين الطبقة السياسية الاسبانية بتغليب مصالحها الشخصية على مصالح المواطنين. ويعبر المتظاهرون عن رفضهم اعتبار المواطنين "بضاعة في أيدي السياسيين والمصرفيين" مطالبين بمحاسبة المتسببين في الازمة الاقتصادية التي تتخبط فيها إسبانيا مما أدى إلى ارتفاع مهول في معدلات البطالة (حوالي خمسة ملايين عاطل). كما يطالب المتظاهرون بإعادة النظر في القانون الانتخابي الذي وصفوه ب "الفاسد".