شهدت ساحة محمد الخامس، بالدار البيضاء عشية اليوم الأحد، وقفة تضامنية مع ضحايا العمليات الإرهابية التي عرفها المغرب، من تنظيم "التنسيقية الوطنية لمناهضة الإرهاب ونشر ثقافة التسامح". وأعلن مصدر من التنسيقية أن عدد المشاركين في هذه الوقفة، التي احتضنها موقع النصب التذكاري المقام لتكريم ضحايا العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الاقتصادية في 16 ماي 2003، بلغ حوالي 14 ألف مواطن ومواطنة. وتميزت هذه الوقفة بكلمات ألقاها كل من المنسق العام للتنسيقية الوطنية لمناهضة الإرهاب السيد محمد سيسين، ورئيسة جمعية ضحايا 16 ماي السيدة رشيدة الكدالي، وإمام مسجد الحسن الثاني السيد عمر القزابري، ومنسق جهة الدار البيضاء للتنسيقية الوطنية لمناهضة الإرهاب السيد هشام بار، والرئيسة السابقة لجمعية ضحايا 16 ماي السيدة سعاد الخمال. وأجمع المتدخلون على التنديد بالإرهاب بكل أشكاله، مبرزين أن المغرب القوي بقيمه الثقافية والحضارية لن يكترث لمحاولات زعزعته عن مساره الإصلاحي والتنموي. وأكدوا أن هذه الأفعال الإجرامية، التي ذهب ضحيتها الأبرياء في مدينتي الدارالبيضاء ومراكش، لن تعمل إلا على تقوية حب المغاربة لبلدهم وستغذي روح قيم التعايش والتسامح التي عاش في ظلها المغرب منذ القدم، مشيرين إلى أن المملكة ستواصل مسلسل الإصلاح والدمقرطة والتشييد، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ولن تتأثر بأعمال بشعة وصفها الجميع بأنها نابعة عن جهل وحقد. وأبرز المتدخلون أن الإسلام دين حكمة وحجة وإقناع وهو بريء من الواقفين وراء هذه الأعمال الإرهابية، مؤكدين أن المغاربة كانوا دوما متشبثين بدينهم وبقيم التسامح والعطاء والوفاء. ورفعت خلال هذه الوقفة التضامنية شعارات تدعو إلى حب الوطن والتشبث بقيم التعايش والتسامح وإدانة الإرهاب من قبيل "لا للإرهاب"، "عاش مغرب التسامح" و"يد في يد نبني مغرب الغد". كما هتف المشاركون بشعارات تعبر عن الإدانة المطلقة لأي عمل إرهابي يستهدف الإنسان وعن تضامنهم مع عائلات الضحايا المتوفين والمصابين خلال العمليات الإرهابية، مطالبين باتخاذ الإجراءات الكفيلة باجتثاث جذور الإرهاب.