يعرض الفنان التشكيلي محمد الراشيدي ابتداء من اليوم الأربعاء بالرباط آخر لوحاته المحتضنة لشخوصه المتخيلة المتطلعة للآفاق الرحبة بحثا عن الاكتمال. إعداد عبد الله البشواري أشكال لوحات الراشيدي (25 لوحة معروضة بفيلا ماندارين بالرباط) عبارة عن شخوص تتشظى بنياتها لتبحث في نهاية المطاف عن "شخص واحد" ، إلا أن هذا الشخص ليس مكتملا، أو بالمعنى الصحيح ، يظهر حسب الحالة اللاشعورية للفنان ، يتجلى ألوانا "شخصا ناقصا أو غير مكتمل" ، وأحيانا أخرى "متشظيا "، "منكسرا" أو في غالب الأحيان "مبعثرا". يبحث الراشيدي في رسوماته أو "أشكاله"، كما يحلو له أن يسميها، وهو المولود "من رغبته الذاتية في الرسم" حسب الناقد فريد الزاهي، عن إغواء العين، مستعينا بألوان يغلب عليها البياض ، فلوحاته تعشق ذاتها، ومن منطلق هذا العشق فهي لا ترغب في محاكاة الواقع بل تسعى لأن "تكون جميلة لذاتها". يحاول الراشيدي وهو يمسك بالفرشاة ، كما قال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن يحافظ على نقط الانطلاق ، إنه "الخط" أو "الخطاطة الأولى"، وبعذ ذلك ينط اللاشعور تلقائيا ليستولي على اللوحة. وربما، يضيف الراشيدي، "هذا ما يفسر طغيان اللون الأبيض" ، فهذا اللون يحتفظ بعلاقة وطيدة ب"الخط" وب"الورق" ، والرسم يكون على الورق الأبيض ، كما يساهم في إبراز الألوان الأخرى". كما يلاحظ طغيان اللون الأزرق، الذي يرجعه الراشيدي بالخصوص إلى دور هذا اللون البارز في إعطاء العين "راحة ومتعة" على خلاف الألوان الأخرى. ولهذا لا يصنف الراشيدي نفسه لا ضمن خانة التجريديين ولا ضمن خانة التشخيصيين. وأقام الراشيدي بالإضافة إلى هذا المعرض معارض بالعهد الألماني بالرباط (2001 و 2003) وبقاعة النادرة (2006 ) ومركب ميغامول (2006 ) وبصندوق الايداع والتدبير (2008 ) ورواق محمد الفاسي بوزارة الثقافة (2009 ) 2008.