قال السيد فتح الله ولعلو ، عمدة الرباط وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،إن التحول الديمقراطي الذي تشهده المنطقة العربية ،يشكل فرصة سانحة ،بالنسبة للأوروبيين ولبلدان جنوب المتوسط ،على حد سواء، من أجل إعطاء دفعة جديدة وقوية للشراكة الأورومتوسطية، في ظل الجمود الذي تعرفه، بعد فشل مسلسل برشلونة وتوقف مشروع الاتحاد من أجل المتوسط. وأوضح ولعلو في تدخل له أما ندوة بدأت أشغالها أمس بالعاصمة التونسية ، ينظمها الحزب الاشتراكي الأوروبي ، تحت عنوان (الثورات العربية.. زمن الديمقراطية والتقدم) ، أن تطوير وتحسين هذه الشراكة بين بلدان ضفتي المتوسط "لا يمكن إلا أن يكون في صالح وفي خدمة التحولات التي تعرفها المنطقة"، مبرزا في هذا السياق أهمية أن تعمل البلدان الأوروبية على مساندة هذا التطور الديمقراطي . وفي هذا الإطار تساءل المسؤول المغربي،الذي يشارك في هذا اللقاء ضمن وفد عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يضم أيضا خالد الحريري ، النائب البرلماني وعلي بوعبيد ، الكاتب العام لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد ، حول إمكانية إقدام دول الاتحاد الأوروبي على "إبتكار" مبادرات ذات طبيعة تمويلية كأدوات عملية لمساندة الانتقال الديمقراطي في بلدان جنوب المتوسط. من جهة أخرى اعتبر ولعلو أن هذه التحولات نحو الديمقراطية التي تشهدها بلدان المنطقة "ستؤدي لا محالة" إلى مراجعة الحكامة الاقتصادية داخل هذه البلدان ، الأمر الذي سيعزز قدرتها على التفاوض مع الاتحاد الأوروبي ، مشيرا إلى أن هذا التحول من شأنه أيضا أن يساعد على تحقيق نوع من المصالحة مع الآخر والكف عن المس بالوحدة الترابية للدول والتصدي لأي توجه انفصالي توسعي لفائدة التوجه القائم على التعاون والتآزر والتكامل . وفي هذا السياق، طرح موضوع رد الاعتبار للمشروع المغاربي الأمر الذي قال إن تحقيقه سيسهم في تغيير العلاقة إلى الأحسن ،بين بلدان المنطقة المغاربية والاتحاد الأوروبي،مشيرا أيضا إلى إسهام هذه التحولات في تطوير التعاون في اتجاه خلق مسلسل للشراكات متعددة الأوجه في مختلف القطاعات التي تهم التنمية المشتركة، وفي مقدمتها قطاع الطاقة. وأوضح في هذا الصدد أن العالم يعيش حاليا مرحلة الانتقال من الطاقة القائمة على البترول والغاز إلى الطاقة القائمة على استغلال الطاقات المتجددة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية، مبرزا أهمية التعاون الذي سوف يعرفه هذا القطاع بين أوروبا ودول جنوب المتوسط . ولاحظ في هذا الصدد الأهمية التي يكتسيها التعاون في مجال الموارد البشرية ، وذلك في اتجاهين، يهم الأول الهجرة، التي قال إنه يجب يتم تدبيرها من خلال توجه تشاركي وليس توجه أمني ، فيما يهم الثاني الالتقاء والحوار بين الثقافات في الجنوب والشمال على أساس احترام الآخر. وخلص ولعلو إلى التأكيد على أن التحول الذي تشهده المنطقة من شأنه أن يؤدي إلى تغيير التعاطي مع قضية السلام في الشرق الأوسط، من خلال استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على أرضه، باعتبار أن حل هذه القضية يعد شرطا أساسيا للاستقرار في المنطقة. يذكر أن هذا اللقاء الذي يستمر يومين يعرف مشاركة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية في أوروبا والشرق الأوسط .