اعتبر السيد فتح الله ولعلو، نائب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن المغرب تمكن من خلال الخطاب الملكي السامي ليوم 9 مارس الجاري من أن يكون مرة أخرى في موقع الريادة والسبق بالنسبة للمنطقة المتوسطية والعربية. وشدد السيد ولعلو، في مقال تحت عنوان "2011 سنة كل الآمال والرهانات" نشرته صحيفة الاتحاد الاشتراكي، اليوم الاثنين، على أهمية الخطاب الملكي التاريخي الذي أعطى دفعة قوية لترسيخ التوجه الإصلاحي في المغرب، معتبرا أن "هذه الدفعة تنطوي على نوع من التلاقي بين الإرادة الملكية والتوجه الوطني الديمقراطي". وأضاف أن "ضمان هذا النجاح يتطلب الحضور المركزي للمؤسسة الملكية لإعطاء التوجيه والقدوة كما حدث سنة 1944 عند تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وما حدث سنة 1953 مع نفي المرحوم محمد الخامس، وما حدث سنة 1975 مع المسيرة الخضراء، وما حدث أيضا في 1998/1997 مع تجربة التناوب التوافقي، وهو ما يحدث في بداية 2011 مع تباشير الإصلاح الدستوري". واعتبر أن هذه المحطات "تجعل المغرب من جديد كبلد وكنظام سياسي في موقع الريادة، إن ملكنا وبلدنا وشعبنا يظهرون قدرة رائعة على امتلاك ناصية التجديد والتطور بالنسبة لكل منعرج تاريخي". وأبرز السيد ولعلو أنه بعد هذا الخطاب التاريخي "تطرح المسؤولية على عاتق كل المغربيات والمغاربة كما تطرح على النخب وعلى الأحزاب وعلى جمعيات المجتمع المدني وعلى الشباب الذي يجب أن نحيي الدور الذي لعبه في إيقاظ الضمير الجماعي نحو مسيرة جديدة للإصلاح". وخلص إلى أن هذه المرحلة تفرض مسؤولية التعاون والتآزر بين القوى الحية داخل المجتمع المغربي لإيجاد الجواب الصحيح وربح الدمقرطة ولإنضاج شروط التحول الدستوري للمملكة. وفي معرض حديثه عن الأحداث والتطورات التي تعيشها بعض البلدان العربية، أوضح السيد ولعلو أن التجلي الملموس للنبوغ المغربي يبدو واضحا من خلال استيعابه، وبنوع من اليقظة وسرعة البديهة، كون المنطقة العربية تمر من منعرج دقيق وحاسم ، معتبرا أن ما حدث في المنطقة يعد حدثا فاصلا في مسارها العام "بل منعرجا تاريخيا من خلال التحولات التي أخذت طابعا ثوريا في تونس ثم في مصر والتي لازال صداها يدوي من خلال المخاضات التي تحبل بها وبشكل درامي أحيانا أخرى وفي مقدمتها ليبيا". وأضاف: "سيكون علينا أن نستوعب هذا التحول وأن نصاحبه من أجل بناء وسائط ديمقراطية لأنه بعد هذا التحول الذي عرفته تونس ومصر وليبيا سيكون على هذه البلدان أن تخلق الوسائط الديمقراطية وخاصة الأحزاب من أجل بناء منظومات ديمقراطية". واعتبر أن سنة 2011 هي سنة الآمال للمنطقة كلها بالنسبة لانخراط العالم العربي في ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى لا يبقى على هامش هذه التحولات التي تأخذ طابعا كونيا. وخلص السيد ولعلو إلى أن "سنة 2011 سنة حاسمة بكل المقاييس وبكل المؤشرات في بعدها الزمني والجغرافي لأنها قد تدخل المنطقة في مسار القرن الواحد والعشرين بعد مرحلة طويلة من الجمود".