أجمع المشاركون في الملتقى الوطني الأول للصحة بالوسط القروي، في ختام أشغالهم مساء أمس الثلاثاء، على أهمية إرساء سياسة شاملة ومندمجة بين مختلف القطاعات بهدف تحسين المؤشرات الصحية بالوسط القروي. وخلصوا بعد جلستي بحث ونقاش حول "آليات وأدوات تعزيز الصحة بالوسط القروي" و"الخطوط العريضة لمخطط تحسين الصحة بالعالم القروي" إلى ضرورة تعبئة الموارد المالية الإضافية لفائدة المناطق ذات الطابع القروي، وتسريع مسلسل المصادقة على القانون المتعلق بالعروض الخاصة بالعلاجات والخريطة الصحية، مع إرساء استراتيجية تربوية من أجل الصحة لفائدة الساكنة بالعالم القروي. كما حثوا على أولوية تضمين مخططات التنمية الجماعية للاحتياجات الصحية الخاصة بالعالم القروي، وتحسيس وإطلاع الشركاء بهذه الاحتياجات وبأولوية تنفيذ برامج الصحة المخصصة للساكنة القروية. وشددوا على ضرورة إحداث لجنة لمتابعة تنفيذ توصيات الملتقى الأول للصحة بالوسط القروي. وفي إطار التوصيات الخاصة بالولوج للعلاجات، دعا المشاركون إلى النهوض بالتنسيق بين مختلف المتدخلين في مجال تقديم الخدمات العلاجية، وإرساء آليات تيسير ولوج الساكنة بالوسط القروي إلى الفحوصات المتخصصة والتكميلية. وبالنسبة للتوصيات المتصلة بالموارد البشرية، اتجهت القناعة إلى ضرورة اعتماد إجراءات تحفيزية لاستقرار مهنيي الصحة بالوسط القروي، وإعداد برنامج للتكوين المستمر ملائم لحاجيات هؤلاء المهنيين، يكون من السهل عليهم الاستفادة منه انطلاقا من مواقع إقامتهم واشتغالهم. وعلى مستوى المتابعة والتقييم والبحث، أجمع المشاركون، على اختلاف مستويات تدخلهم في هذا القطاع، على أهمية إرساء نظام للتواصل ملائم لحاجيات الوسط القروي، يمكن من تسريع وتيرة اتخاذ القرار، مع تطوير البحث حول المؤشرات المؤثرة على الصحة في الوسط القروي. وفي ما يخص الشراكة، تم التركيز على أولوية إرساء إطار للشراكة مع مختلف الفاعلين المعنيين بالصحة في الوسط القروي، بمن فيهم الممثلين للقطاع الخاص، وحمل الجماعات المحلية على دعم مؤسسات العلاجات الأولية، وتعزيز متابعة وتقييم مشاريع الشراكة، كل ذلك في إطار مسلسل شامل لتعبئة كل القوى الحية بالبلاد والشركاء لرفع تحدي التنمية المستدامة. ولن يكون هذا العمل ممكنا إلا من خلال تعزيز قدرات الجماعات المحلية والمنظمات غير الحكومية على المستوى الصحي، وتثمين قدرات التنسيق والتكامل بين مختلف القطاعات، وكذا تطوير أنشطة الشراكات لدعم التدخلات على مستوى الصحة الجماعية، في ظل إعداد وتنفيذ برنامج متابعة وتقييم للأنشطة الجماعية وإرساء مخطط للتواصل حول الصحة الجماعية. وكان "الملتقى الوطني الأول للصحة بالوسط القروي"، الذي افتتح أشغاله أمس، بحضور مسؤولين حكوميين وممثلي المنظمات الدولية والتعاون الثنائي ومنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، قد استهدف تقديم أهم منجزات مخطط الصحة بالمناطق القروية (2008-2012)، وسعى إلى توعية وتحسيس وتحفيز الشركاء، اعتمادا على المقاربة التشاركية، من أجل الرفع من مستوى التغطية الصحية بالعالم القروي والنهوض بالشركات على هذا المستوى.