استهدفت الحملة الطبية المتعددة التخصصات، التي احتضنتها مؤخرا مدينة أبي الجعد (إقليمخريبكة)، 2117 مستفيدا ينحدرون من أسر معوزة; 126 منهم تطلبت حالاتهم الصحية إجراء عمليات جراحية بسيطة. وقد تجند لهذا العمل الإنساني مجموعة من الأطباء والممرضين المتطوعين بالقطاعين العمومي والخاص قدموا من الدارالبيضاء والجديدة وسطات وفاس وخريبكة وأبي الجعد إلى جانب طاقم طبي تم استقدام أفراده من سويسرا وبريطانيا والجزائر وبلجيكا. وذكر مصدر طبي أن هذه الحملة بادرت إلى تنظيمها جمعية "أقواس" بأبي الجعد بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للصحة بخريبكة وجمعية "صفوف الشرف" بالدار البيضاء وفعاليات أخرى. وقد شملت الحملة، فضلا عن العمليات الجراحية، 1991 كشفا طبيا همت بالأساس الأمراض الجلدية والقلب والشرايين والأنف والأذن والحنجرة والفم والأسنان والروماتيزم والعظام وطب الأطفال والنساء وأمراض الجهاز العصبي والسكري والإنعاش وكذا الطب العام والفحص بالأشعة والصدى. وحسب التقديرات الأولية، بلغت كلفة الأدوية التي تم استعمالها خلال هذه العملية حوالي 34 ألف درهم، ساهمت فيها وزارة الصحة ب14 ألف درهم فضلا عن التجهيزات والمعدات اللوجستيكية التي وفرها المستشفى المحلي محمد السادس بأبي الجعد حيث أجريت مختلف العمليات الجراحية. وبخصوص الحالات المستعصية أو التي تستدعي تجهيزات متطورة فقد تمت برمجتها لتلقي العلاج بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء. وبالموازاة مع الحملة الطبية نظمت خمس ورشات تحسيسية استفاد منها أزيد من 830 شخصا، تم إطلاعهم من خلالها على أنجع السبل للعناية بالفم والأسنان وحسن استعمال الماء والكهرباء وحماية البيئة ونظام التغذية، إلى جانب ورشات ترفيهية همت مجال الإبداع الموسيقي والرسم وغيره من الأعمال اليدوية. وأمام الإقبال المتزايد على خدمات هذه الحملة الطبية، التي انخرطت فيها أيضا شركة لمعجون الأسنان وثلاثة مختبرات طبية مختصة في صناعة الأدوية، تم فتح فضاء آخر بإحدى المؤسسات التعليمية المحاذية للمستشفى لاستيعاب الأعداد الهائلة التي كانت في الانتظار.