يشارك المغرب، القوي بمؤهلاته السياحية وتراثه الثقافي الغني والمتنوع، في معرض أبرو موندو للأسفار، الذي انطلقت فعالياته أول أمس السبت بلشبونة بمشاركة أزيد من 550 مهني يمثلون 55 بلدا. ويحضر المغرب في الدورة التاسعة للمعرض برواق على مساحة 60 متر مربع، أشرف على تهيئته المكتب الوطني المغربي للسياحة، واستوحت تصاميمه وديكوره من التقاليد الهندسية المعمارية، التي تمتح من التاريخ المغربي العريق. وقد قامت سفيرة المغرب في البرتغال السيدة كريمة بوعياش، بزيارة الرواق المغربي، كما زارت رواق المغرب-البرتغال شالانج، الذي يعتزم تنظيم الدورة الثانية لرالي البرتغال-المغرب شالانج في أكتوبر المقبل. وأضفت عروض لفرقة كناوة وطقس إعداد وتقديم الشاي المغربي ونقش الحناء وباقة من المنتجات التقليدية الخشبية، على الرواق المغربي، الذي شكل قبلة للزوار المتوافدين بشكل مكثف لاكتشاف المؤهلات السياحية والغنى الثقافي للمملكة، حلة مغربية بامتياز. ويعد هذا المعرض فرصة ثمينة لترويج وجهة المغرب، الذي يربط اتصالا مباشرا مع شبكة البيع لفاعلي الأسفار، والكشف عن غنى وتنوع العرض السياحي في أفق جلب الزبناء المحتملين من خلال تشجيعهم على التعرف على الوجهة المغربية، التي تطمح إلى أن تكون ضمن أفضل الوجهات السياحية العالمية. ويضع المغرب، من خلال المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الخطوط الملكية المغربية، ومساهمة شركاء آخرين، في متناول زوار الرواق وثائق حول عروض المغرب السياحية، وملصقات ومنشورات فاخرة حول جاذبية المدارات السياحية المغربية، إضافة إلى جمالية المواقع الطبيعية، وسحر المدن العتيقة. وفي هذا الصدد، أكد مدير وفد السياحة بالسوق الإيبيري السيد السعيد القاسمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن البرتغال تعد سوقا قريبا، يحقق تطورا متواصلا، بفضل الجهود المبذولة على مستوى برمجة وجهة المغرب، التي تحظى بدعم الخطوط الملكية المغربية وشركة (تاب) البرتغالية، فضلا عن الشركات المنخفضة التكلفة، ك(ريان إير)، التي بدأت رحلاتها نحو مراكش انطلاقا من مدينة بورتو (شمال). وأضاف السيد القاسمي أن البرتغال تشكل أيضا أرضية للتوسع في اتجاه أسواق مهمة كالبرازيل، مضيفا أنه يتم حاليا الانكباب، الى جانب فاعلي الأسفار البرتغاليين، على بلورة عروض مشتركة في أفق النهوض بوجهة المغرب لدى السياح البرازيليين. وأبرز المسؤول المغربي أن هذا المجهود سيخول دخول أسواق جديدة بأمريكا اللاتينية التي توفر خزانا هاما للسياح وزبائن مرفهين يبحثون عن منتوج عالي الجودة يتطور في المغرب الذي اختار النهوض بالقطاع، عبر إرساء استراتيجية للتنمية السياحية قادرة على إطلاق دينامية للتنمية المستدامة والمندمجة، في إطار رؤية 2020. من جانبه، أبرز ممثل الخطوط الملكية المغربية في البرتغال السيد رضا الفيلالي أن هذه المشاركة تروم تحقيق المزيد من الترويج لوجهة المغرب ورحلات الشركة برسم صيف 2011، مذكرا بهذا الصدد بأن الشركة عززت تطوير رحلاتها في اتجاه البرتغال عبر الزيادة في الربط المباشر بالنسبة للرحلات الجهوية وتغذية تدفق حركة الطيران المستمر خارج المغرب. وأشار إلى أن الشركة، التي عززت الخطوط القائمة مسبقا، هي الوحيدة التي توفر رحلات تربط بين مدينتي الدارالبيضاء وبورطو (شمال البرتغال). ويخول هذا المعرض فرصة للقاء وعقد شراكات مع فاعلي الأسفار ووكالات الأسفار، حسب السيد الفيلالي الذي أوضح أنه تمت برمجة اجتماعات الأسبوع المقبل بين الخطوط الملكية المغربية، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، وفاعلي أسفار برتغاليين، ووكالات أسفار مغربية بغية تدشين وجهات جديدة. وأكد المدير العام لوكالة أبرو ديامانتينو بيريرا، التي تنظم المعرض، أن الوكالة، التي تعرف دينامية كبيرة حول وجهة المغرب، طورت العديد من المنتوجات على مستوى وجهات جديدة، خاصة أكادير، والسعيدية مع امتداد في وجدة، موضحا أن الوكالة أصدرت في إطار هذه الدورة كتيبا خاصا يبرز مختلف المظاهر السياحية لوجهة المغرب. وقال إن هذه الوجهة تحظى بإعجاب كبير في السوق البرازيلية حيث يتزايد الإقبال عليها، مشيرا إلى أن البرتغال تشكل مدخلا للبرازيل نحو أوروبا، وإفريقيا والعالم العربي. ويعد هذا المعرض للأسفار، الممتد على مدى يومين على مساحة مغطاة تبلغ 10 آلاف متر مربع، أرضية هامة للقاء بين المهنيين المعنيين بتنمية السياحة وفرصة للشركاء لتنسيق الجهود وتعزيز آفاق تطوير وجهات جديدة.