اعتبر عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي إدغار موران أن الديمقراطية هي "مغامرة رائعة" ضمن المغامرات المتعددة في التاريخ الإنساني. وقال الفيلسوف الفرنسي، في لقاء حول موضوع "الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي"، نظم اليوم السبت بالرباط في إطار الدورة الثانية للقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان التي ينظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن الديمقراطية، كصراع فكري، والذي ينبغي أن لا يتحول إلى صراع مادي، تحتاج إلى حيوية مدنية من خلال مشاركة المواطنين وإلى عقل منفتح. وأكد إدغار موران، في هذا الصدد، على أن الحركات الثورية، التي تعرفها بعض البلدان العربية حاليا، والتي وصفها ب"الربيع العربي"، تؤكد على أن انهيار الحركات الديمقراطية سيكون "خطيرا" ليس فقط بالنسبة للعالم العربي، بل وأيضا بالنسبة للمنطقة المتوسطية، وأوروبا، داعيا الغرب إلى دعم هذه المغامرة "الديمقراطية". وعلى عكس الأفكار الدوغمائية التي كانت سائدة في الغرب - يضيف موارن- والتي تقول بأنه ليس هناك بدائل في العالم العربي، بل فقط أنظمة ديكتاتورية وبوليسية وعسكرية وعلمانية، موالية للغرب، فقد شهدت هذه البلدان ظهور تطلعات ومطالب كبيرة في اتجاه ضمان حقوق الإنسان والكرامة والشرف وكذا الحرية. وهو تطلع -يقول الفيلسوف الفرنسي- ديمقراطي عميق. كما أبرز الفيلسوف الفرنسي قوة هذه الحركات، خاصة في تونس ومصر، من خلال عفوية التنظيم الذاتي وعلى الدور الكبير الذي اضطلع به الشباب . من جانبه، حرص كمال الجندوبي، العضو في الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، على الإشادة بالمغرب الذي شكل باستمرار ملجأ للمناضيلن التونسيين، مستعرضا بعض مظاهر الثورة التونسية. وقال إلى أن تونس تعيش حاليا فوضى "خلاقة"، مبرزا الوعي السياسي القائم لدى الشباب فضلا عن جميع الطبقات الاجتماعية، بما فيها تلك التي تعيش في المناطق النائية جدا في البلاد. كما أشار إلى أن الحكومة التونسية، التي دعت لتنظيم انتخابات دستورية يوم 24 يوليوز المقبل، أحدثت لجنة (هو من بين أعضائها) تضم ممثلي مختلف مكونات المجتمع وستكلف بتحقيق أهداف الثورة. يشار إلى أن الدورة الثانية للقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان ستختتم مساء اليوم برحاب المكتبة الوطنية للمملكة المغربية.