أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي السيدة لطيفة العابدة، اليوم الاثنين بالرباط، أنه تم قطع "الأشواط الصعبة" من أجل مأسسة البحث التربوي داخل منظومة التربية والتكوين. وأوضحت السيدة العابدة، خلال الجلسة الافتتاحية للجامعة الثانية الربيعية في مجال البحث التربوي المنظمة إلى غاية ثامن أبريل الجاري، أن قطاع التعليم المدرسي أصبح يتوفر على استراتيجية متكاملة العناصر للنهوض بالبحث التربوي وذلك من خلال وضع هياكل البحث التربوي واستقطاب الكفاءات الضرورية للسهر على تدبير جميع العمليات المرتبطة بالبحث. وأضافت أنه تم أيضا إرساء مختبرات للبحث التربوي داخل المراكز الجهوية للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي التابعة للأكاديميات الجهوية، فضلا عن توفير الموارد المالية والبشرية الضرورية لاشتغال هذه المختبرات ومواكبتها. ولإنجاح مشروع البحث التربوي، أبرزت السيدة العابدة أنه تم تخصيص اعتمادات مالية في إطار ميزانيات الأكاديميات الجهوية من أجل تغطية المصاريف المخصصة لإنجاز البحوث، مؤكدة "أننا لا نزال بحاجة ماسة إلى توسيع قاعدة البحث التربوي عبر إدماج مكثف لجميع الفئات وخصوصا منهم المدرسون بالمؤسسات التعليمية بمختلف أسلاكها بالوسطين الحضري والقروي". ومن جهة أخرى، أشارت السيدة العابدة إلى أن هذا اللقاء يعد لبنة جديدة ستمكن من تحسيس الفاعلين التربويين بأهمية البحث التربوي وتوفير الفرص لفرق البحث من أجل الإطلاع على المستجدات العلمية والتقنية التي يعرفها مجال البحث التربوي على المستويين الوطني والعالمي. وتندرج هذه الدورة التكوينية، المنظمة تحت شعار "التمكن من منهجية وأدوات البحث التربوي دعامة أساسية للارتقاء بمهام فرق البحث الجهوية"، في إطار المجهودات التي تبدلها الوزارة من أجل إرساء البحث التربوي وكذا الرفع من جودة التعليم وإثراء العمل التربوي من خلال تنشيط الحركة التربوية واستكشاف التجارب من أجل تثمينها وتعميم الاستفادة منها. وتهدف هذه الدورة إلى تعزيز كفاءة أعضاء فرق البحث التربوي وتطويرها في آليات التحليل ومناهج التفكير، إضافة إلى تمكين هذه الفرق من استخدام مجموعة من الأساليب المنهجية النوعية منها والكمية. ويتضمن برنامج الدورة التكوينية، التي سيستفيد منها 60 شخصا من مختلف الأكاديميات الجهوية، تنظيم ورشات تكوينية حول "منهجية البحث"، و"الإحصاء التربوي"، و"برانم معالجة البيانات". كما سيتم تنظيم موائد مستديرة موضوعاتية وعروض تتمحور حول مواضيع تهم "البحث التربوي التدخلي"، و"أدوار ومواصفات المكون الرئيسي"، و"دراسة مقارنة لوضعية البحث التربوي في دول الاتحاد الأوربي".