قال كاتب الدولة لدى وزير الداخلية السيد محمد سعد حصار، اليوم الجمعة بالرباط، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تتجاوز مفهوم التنمية البشرية، لتتخذ شكلا جديدا للتنظيم وتدبير الشأن العام، يزاوج بين ممارسة مقومات الديمقراطيات التشاركية والتمثيلية والتداولية. وأوضح السيد حصار، في كلمة بمناسبة افتتاح لقاء دولي حول موضوع "النمو والتنمية البشرية بالمغرب"، تنظمه المندوبية السامية للتخطيط بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية على مدى يومين، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لا تشكل بديلا للبرامج القطاعية للوزارات أو الجماعات المحلية، وإنما تعزز عملها لكونها تضطلع على الدوام بدور المحرك والمجمع للمقاربات القطاعية والوسائل والخبرات لفائدة الفئات والمناطق المستهدفة. وأكد أن إعلان صاحب الجلالة الملك محمد السادس عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في 18 ماي 2005، يعد حدثا اجتماعيا غير مسبوق في التاريخ المؤسساتي للمغرب الحديث، يكرس استمرارية سياسية واجتماعية متفردة من خلال بعدها الديمقراطي والتشاركي. وأضاف أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باعتبارها مشروعا مجتمعيا مجددا في فلسفته ومنهجيته وأسلوب إدارته، جعلت من محاربة الفقر بالوسط القروي والإقصاء الاجتماعي والهشاشة السبيل نحو تحقيق التنمية البشرية والنمو. وأبرز السيد حصار أنه من خلال إنجازاتها، ساهمت هذه المبادرة في النهوض بالمرأة والشباب، مشيرا إلى أنها مكنتهم من تحسين مستوى عيشهم وإمكانياتهم ومؤهلاتهم، من خلال إدماجهم في دوائر اتخاذ القرار على مستوى هيئات الحكامة الترابية والاقتصادية، ولاسيما عبر الأشطة المدرة للدخل. وبخصوص الحصيلة الكمية لتنفيذ المبادرة، أوضح السيد حصار أن عدد المستفيدين منها فاق 8ر4 ملايين، وإلى جاننب 11 ألف عضو في هيئات الحكامة وهياكل الدعم وأكثر من 19 ألف مشروع مبرمج، من بينها 2700 من الأنشطة المدرة للدخل، وأزيد من 75ر11 مليار درهم من الاستثمارات (40 في المائة منها تشكل مساهمة شركاء المبادرة). كما تم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وضع 70 مخططا إقليميا للتكوين و70 مخططا إقليميا للتواصل عن قرب. وفي هذا السياق، أبرز كاتب الدولة في الداخلية أن الابحاث الميدانية التي تم القيام بها سنتي 2007 و2008 والتي شملت عينة تتكون من 750 حاملا للمشاريع و1862 مستفيد و374 مشروعا موزعا على 16 جهة أكدت التقبل الإيجابي للساكنة بخصوص مقاربة وثمار المبادرة. وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء الدولي حول "النمو والتنمية البشرية" سينكب على مناقشة أربعة محاور تتمثل في "التنمية البشرية في المغرب.. أية دينامية" و"التنمية البشرية في المغرب.. أي قياس" و"التنمية في العالم.. أية وسائل" "والتنمية الرفاه.. أية آفاق". ويعرف هذا اللقاء مشاركة شخصيات مرموقة تنتمي إلى منظمات دولية ومؤسسات وطنية مكلفة بالاحصائيات والدراسات الاقتصادية.