تتواصل اليوم الأربعاء فقرات الدورة 17 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، بعرض مجموعة من الأفلام التي تقرب الجمهور من السمات الفنية للسينما المتوسطية من خلال تصورات عدد من المخرجين خاصة اليونانيين. فقد حفلت برمجة المهرجان بباقة من الأفلام لمخرجين يونانيين من الجيل الجديد ك`"أكاديمية أفلاطون" لفيليبوس تسيتوس، و"أتاناسيا، أسرار محفوظة" لبانوس كاركيفاتوس، و"إدوارت" لأنجليك انطونيو، و"إصلاح" لطانوس أنستوبولوس. وهكذا، منحت هذه التظاهرة الفنية فرصة لعشاق الفن السابع لإعادة اكتشاف السينما اليونانية التي تتميز بطابعها الخاص، خاصة أن كان لليونانيين الحظ في التعرف على السينما في فترة زمنية متقدمة، نسبيا، مقارنة بكثير من الشعوب. غير أن الفضل في ميلاد سينما يونانية حقيقية يعود للأخوين خوان وميلتياديس ماناكيا اللذين قاما سنة 1906 بتسجيل فيلم "ماسيدونيا"، وكذا من خلال مبادرة السينمائي الفرنسي ليون الذي أنتج أول "نشرة للألعاب الأولمبية بأثينا". سنة بعد ذلك، افتتح أول مسرح بأثينا "صالات العرض السينمائي الخاصة" التي شرعت في استقبال عدد كبير من المتحمسين. ويعد الموسم 1910 - 1911 استثنائيا في تاريخ السينما اليونانية، إذ ظهرت فيه أولى الأفلام الكوميدية القصيرة المنتجة من قبل المخرج الرائد سبيروس ديميتراكوبولوس. وفي عام 1914 سيتم إنتاج أول فيلم يوناني طويل يحمل عنوان "خليج" من قبل شركة 'آستي فيلم' وهي أول شركة سينمائية تؤسس في اليونان. وخلال فترة الحرب العالمية الأولى، اقتصر الإنتاج السينمائي اليوناني على النشرات الدعائية والأفلام الوثائقية، وذلك بمجهودات المخرجين جورج بروكوبيو وديكتريس غازيديس اللذين أنجزا فيلم "محرقة سميرنا 1922"، على أحداث كان محورها خطوط المعارك الحربية. ويؤرخ النقاد للنجاح التجاري الأول للسينما اليونانية لفيلم "فيلار في حمامات فاليرو النسائية" الذي كتبه وأخرجه ومثله فيه أيضا الكوميدي اليوناني الشهير نيكولاوس سفاكياناكيس. وتعتبر سنة 1927 العتبة الفاصلة ما بين السينما اليونانية الناشئة وميلاد فترة التنظيم السينمائي المحكم. إذ انطلقت بعد ذلك في السبعينيات من القرن الماضي فترة اتجهت فيها السينما اليونانية إلى معالجة مواضيع لها علاقة بالحياة اليونانية العصرية، وأضحى بعض المخرجين والفاعلين في الحقل السينمائي "رموزا تاريخية" مثل أليكوس ساكيلاربوس ونيكوس تسيفوروس وإيلي لامبيتي ودينوس لويبولوس وباباس دي إيرين. عرفت هذه المرحلة إنتاج أكثر من ستين فيلما في السنة، منها "الجنيه الوهمية" لجيورجيوس تزافيلاس، و"الخبز المر" لجورجيوس غريغورويو، و"التنين" لكوندوروس، و"ستيلا" لكاكو يانيس. ومنذ بداية الألفية الثالثة، بدأت السينما اليونانية تنوع موضوعاتها التي أصبحت أكثر جرأة، كما في أفلام "جنس مضمون" لريخاليس ريباس، و"الأرز" لأولغا ماليا، و"ديكابونتوكو" لكونتستنينسوس جياناريس، و"لمسة من التوابل" لطاسوس بولميتيس، و"عرائس" لبانتيليس بولغاريس، و"المتشددون لدينيس لياديس، و"عسل الدونات" لأولغا ماليا، و"اليوناني" ليانيس سماراغديس.