اهتمت الصحف الوطنية الصادرة، اليوم السبت، بالإصلاحات السياسية والدستورية التي انخرط فيها المغرب، وقضية الوحدة الترابية للمملكة، وكذا موجة الاحتجاجات التي تشهدها عدد من الدول العربية، واللقاء الذي سيجمع المنتخبين المغربي والجزائري برسم التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012، إلى جانب مواضيع وطنية ودولية أخرى. وهكذا، أوردت الصحف المباحثات التي أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري، أول أمس الخميس، بمقر منظمة الأممالمتحدة بنيويورك، مع الأمين العام للمنظمة السيد بان كي مون، والتي تمحورت، على الخصوص، حول الوضع السائد في العالم العربي، لاسيما منطقة المغرب العربي، وكذا القضية الوطنية للمملكة. وأبرزت في هذا الصدد، إشادة السيد بان كي مون، بالإصلاحات الهامة التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الخطاب الذي وجهه إلى الأمة يوم 9 مارس الجاري، مبرزا أن هذه الإصلاحات تندرج في إطار مسلسل أطلقه جلالته منذ اعتلائه العرش. وأشارت إلى أن السيد الفاسي الفهري أبرز للأمين العام للأمم المتحدة، العلاقة بين تفعيل الجهوية المتقدمة، لاسيما بالصحراء المغربية، وهدف مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كأساس لحل متفاوض بشأنه وديمقراطي لهذا النزاع الإقليمي. في سياق متصل، تناقلت الصحف إشادة الأمين العام للحزب الفرنسي (الاتحاد من أجل حركة شعبية) جون فرانسوا كوبي، بالأهمية التاريخية للخطاب الملكي السامي ليوم تاسع مارس، واصفا إياه بمبادرة "ذات شجاعة رائعة". وذكرت أن السيد كوبي أبرز خلال مباحثات أجراها، أول أمس الخميس بباريس، مع عضو اللجنة التنفيذية والمكلف بالعلاقات الخارجية لحزب الاستقلال السيد نزار بركة، جهود المملكة في مجال الدمقرطة والتنمية السوسيو-اقتصادية. في نفس الإطار، أشارت يومية (العلم)، في افتتاحية تحت عنوان "استعجالية إعمال روح الخطاب الملكي"، إلى أن "خطاب صاحب الجلالة ليوم 9 مارس، إضافة إلى ما تضمنه من إعلان عن إصلاحات دستورية وسياسية عميقة جدا، فإن روحه تفرض التفاعل معه من الآن وعدم الانتظار إلى أن تنتهي اللجنتان الدستورية والسياسية من أشغالهما. وفي هذا الصدد، فإن روح الخطاب الملكي تحتم الإسراع باتخاذ إجراءات مصاحبة مستعجلة في كثير من مناحي الحياة العامة". أما صحيفة (الاتحاد الاشتراكي)، فقد أكدت في مقال بعنوان "الإصلاحات الدستورية: إنصافا للمرأة في الدستور الجديد"، أن إدراج مطلب المساواة بين الجنسين والتعبير عنه بوضوح وشفافية في الدستور الجديد، "أصبح ضرورة ملحة لا يمكن تلافيها أو التخلي عنها وتأويلها إلى بنود عامة أو مرجعية حقوق الإنسان"، مؤكدة أن "دور المشرع اليوم هو العمل بآليات التمييز الإيجابي كما عملت به مجموعة من البلدان الديمقراطية، من أجل بناء عقد اجتماعي يكرس المساواة بين الرجل والمرأة". وفي موضوع ذي صلة، تناقلت الصحف قول وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري، أول أمس الخميس بالرباط، إن تدبير موضوع المؤسسات الإعلامية الرسمية (الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية ووكالة المغرب العربي للأنباء)، يعد جزءا من الإصلاحات الكبرى التي يعرفها المغرب، داعيا العاملين في هذه القطاعات إلى استشعار "الظرف الذي نمر منه". وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، أبرزت الصحف تأكيد النائب البرلماني الشيلي، إيفان موريرا باروس، أول أمس الخميس بالرباط، أن الصحراء جزء لا يتجزأ من تراب المملكة المغربية، مبرزا أن الدفاع عن مغربية الصحراء إنما هو دفاع عن القانون الدولي ضد الحركات الانفصالية التي لا هم لها سوى عرقلة العلاقات الدبلوماسية والتعايش السلمي في العالم العربي. في نفس السياق، أوردت الصحف تجديد السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، المسؤول السابق في شرطة (البوليساريو) التأكيد على حقه في الالتحاق بعائلته في تندوف حيث يعتزم القيام بحملة داعمة لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء. وفي متابعتها لتطورات الثورات التي تشهدها عدد من الدول العربية، لاسيما ليبيا، أشارت الصحف إلى تقدم الثوار الليبيين بشكل متسارع صوب العاصمة طرابلس، في الوقت سيتولى فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) قيادة العمليات العسكرية، والتي تقضي بفرض حظر جوي بموجب القرار 1973. كما سلطت الضوء على مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات آلاف اليمنيين بصنعاء، عقب صلاة الجمعة، وذلك ضمن تجمعين منفصلين للمعارضين والمؤدين للرئيس علي عبد الله صالح بعد مرور أسبوع على مقتل 52 محتجا يمنيا، مبرزة من جهة أخرى، تطورات الاضطرابات التي تشهدها منطقة درعا السورية. رياضيا، ركزت الصحف اهتمامها على المبارة التي ستجمع، غدا الأحد، بين المنتخب الوطني المغربي ونظيره الجزائري بمدينة عنابة، ضمن الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم (الغابون - غينيا الإستوئية 2012)، والتي اعتبرتها مصيرية بالنسبة لكلا الفريقين.