جنيف7-12-2009 في الوقت الذي تنكب فيه قمة كوبنهاغن، التي انطلقت أشغالها اليوم الإثنين، على بحث السبل الكفيلة بالحد من ظاهرة الاحتباس الحراري السريع لكوكب الأرض، يتساءل السويسريون من مسؤولين و أحزاب سياسية وخبراء وممثلي المجتمع المدني عن مستقبل الاتحاد الفيدرالي السويسري. في هذا السياق، كشفت خبيرة المناخ بمعهد مارتين روبيتيز عن المشاكل المحتملة التي ستواجهها سويسرا سنة 2050 مشيرة الى أنه "مع حلول هذا التاريخ، سيرتفع متوسط درجة الحرارة، على صعيد كوكب الأرض بشكل إجمالي، بدرجتين، وإننا لا نستبعد أن ترتفع درجة الحرارة في سويسرا ب4 درجات". وأضافت خبيرة المناخ أن الاتحاد السويسري سبق أن شهد ارتفاعا بلغ 5ر1 درجة مائوية، مما يعني ارتفاعا إضافيا ب5ر2 درجة. ويرى الخبراء أن درجة الحرارة ترتفع حاليا ب57ر0 درجة خلال كل عشر سنوات، غير أن هناك توجها نحو ارتفاع أكبر. ولاحظ الخبراء أن الانعكاسات الكبيرة التي تلوح في الأفق تكشف عن تغيير في الأنظمة المناخية من ارتفاع في معدل التساقطات والفيضانات ، والجفاف، وتسارع وتيرة ذوبان الجليد، و انهيار الأتربة، وارتفاع موجات الحرارة ، كما حصل سنة 2003، مما سيزيد من صعوبة عيش الساكنة. وأضافوا أن الوضع "في سويسرا ليس مأساويا غير أنه في باقي المعمور، ستجد العديد من الدول صعوبة في التحرك". وحسب الخبراء فإنه مع حلول عام 2100 ، إذا لم يتم فعل أي شيء ، فإن العالم سوف يتغير، حيث أنه من المرجح أن ترتفع درجة الحرارة ب4 درجات، وسوف تتقلص غابات الأمازون (رئة العالم) ، وسيتحول جزء من افريقيا إلى صحراء ، كما أنه من المتوقع أن تغمر سواحل جنوب- شرق آسيا بالمياه، مما سيدفع بمئات الملايين إلى الهجرة. ويجري العمل في سويسرا ، على تقليص الانبعاثات ب20 في المائة من خلال شراء "تصاريح التلوث" في الخارج ، غير أن معهد مارتين ريبيتز يرى أنه أمر "غير مقبول"، مشيرا إلى أنه، وفق أرقام له، "لجعل درجة حرارة الأرض لا تزيد عن درجتين، يجب خفض الانبعاثات على أراضي البلدان المتقدمة، في حدود 25 إلى 40 في المائة". وأكد البروفسور مارتن بينيستون ، اختصاصي في علم المناخ، أن 75 في المائة من الكاربون في سويسرا مصدرها الوقود الأحفوري، مضيفا أنه لن يكون من السهل التخلي عن النفط، غير أن الأمر أصبح يتطلب آليات مالية لجعل الذهب الأسود أقل جاذبية، وتطوير تقنيات بديلة في اقرب الآجال.