اعتبرت الشاعرة الإسبانية كلارا خانيس في كلمة خاصة باليوم العالمي للشعر الذي يحتفى به في 21 مارس من كل سنة، أن الشعر مصباح متوهج يلتمع في العتمة. إن للكلمة الشعرية، اليوم، غاية يجب أن تحققها، خاصة "كلما ضايقتنا الكلمة الفارغة والمخادعة التي تولد من فائض المعلومات ومن ابتذال الأحداث"، تقول الشاعرة ، فالشاعر الحق، هو ذاك الذي يبحث في سعيه خلف الكلمة إلى تعميقها ليجعلها تشتغل وتنتفض ضد " الفكر الهزيل". و جاء في كلمة كلارا خانيس، أن الشعر ينتفض ضد استبداد التاريخ، وضد استعمار الأذهان عبر الإيديولوجيات وضد تعصب الأديان، بل وضد كل أشكال التعصب. فالشعر، تؤكد الشاعرة، لأجل هذا بالذات، وإضافة إلى كونه واثقا وسخيا وصريحا وعميقا وراسخا، هو قلعة مفتوحة لكل من لديه استعداد لمواصلة الطريق الصعب للوفاء الأشد إلحاحا، وهو أيضا تيار خفي من مياه صافية حيث لكل شيء شفافية معدة للتماثل والتآخي. إن مياه الشعر ليست خارجية - ولهذا لا تتعكر بالتعدد -، فمياه الشعر توجد في الداخل وانطلاقا من الداخل، فالشعر من أناه ، تقول كلارا خانيس، سيساهم في بناء الحياة، ولهذا يرجنا َدوما قول محمود درويش " سجل أنا عربي" فالشعر يخبر بخفقان قلبه الذي يجعل قلوب الآخرين مستعدة للخفقان، وهكذا يتحول عبر هويته كلها إلى شهادة على قدرة الإنسان في الكشف عن ذاته، وهي تلك القدرة التي تتيح له نماء لاحقا.