أجمع المتدخلون خلال ندوة نظمت، اليوم الثلاثاء بالرباط، حول موضوع "الحاضر والمستقبل في العلاقات بين المغرب ودول مجموعة فيسغراد"، أن من شأن تمتين العلاقات بين دول هذه المجموعة والمغرب الدفع قدما بالتعاون والشراكة بين هذا الأخير والاتحاد الأوروبي. وأوضح المتدخلون خلال هذه الندوة المنظمة من طرف مجموعة الدراسات والأبحاث حول البحر الأبيض المتوسط، بشراكة مع سفارة هنغاريا، ومشاركة ممثلين عن دول مجموعة "فيسغراد" التي تضم فضلا عن هنغاريا، كلا من سلوفاكيا وبولونيا وجمهورية التشيك، أن هذه الدول تحدوها إرادة قوية للاضطلاع بدور بارز في الرقي بالعلاقات التي تجمع الاتحاد الأوروبي مع المغرب ، وأن لها كافة الإمكانيات والمقومات التي تؤهلها للقيام بهذا الدور . وفي هذا السياق، قال سفير هنغاريا بالمغرب، السيد لاسلو باب، في مداخلة له إن دول مجموعة " فيسغراد" التي التحقت بالاتحاد الأوروبي سنة 2004، قطعت أشواطا أساسية في سعيها إلى تمتين علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية مع المغرب، مشيرا في هذا الصدد إلى تقدم هذه العلاقات بوتيرة أسرع، بفضل تكثيف الزيارات الديبلوماسية التي أثمرت العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات شتى. من جهة أخرى، أكد السيد باب، خلال هذه الندوة التي عرفت حضور سفيري كل من بولونيا وجمهورية التشيك، أن انخراط مجموعة من بلدان أوروبا الوسطى في إطار تنسيقي موحد تمثله مجموعة " فيسغراد"، على الرغم من وجود اختلافات ونقط تباين بينها لاسيما على المستويات اللغوية والثقافية والإثنية، يشكل نموذجا يمكن الاقتداء به من قبل بلدان اتحاد المغرب العربي التي لا تزال تبحث عن الوحدة والتي لها كافة المقومات التي تتيح لها ذلك . من جهته، أكد رئيس قسم دول أوروبا الشمالية والشرقية والوسطى بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، السيد محمد عادل أمباش، في مداخلة له، أن إطار التعاون الاقتصادي والترسانة القانونية المشتركة بين المغرب والمجموعة سجل تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، بالنظر إلى الطفرة التي شهدتها العلاقات الديبلوماسية بينه وبين دول المجموعة، وفي ظل تطلع المغرب إلى تمتين صلاته مع كافة دول الاتحاد. وأشار في هذا الإطار إلى الزيارة التي قام بها الوزير الأول السيد عباس الفاسي لبولونيا خلال السنة الماضية ،واجتماع الدورة الأولى للجنة المشتركة المغربية - الهنغارية بالرباط في نفس السنة . وأضاف في هذا الصدد، أن التعاون في المجال الثقافي سجل تقدما ملموسا، بالنظر إلى تضاعف عدد البعثات الثقافية والمنح الدراسية المتبادلة بين دول المجموعة والمغرب، إلى جانب تعزيز الربط الجوي بين البلدين. من جانبها، قالت السيدة إيرزبيت روزا، عن معهد العلاقات الدولية ببودابيست، إنه يتعين على دول أوروبا الوسطى الانخراط بفعالية في مختلف برامج الشراكة والتعاون التي تجمع بين الاتحاد الأوروبي وبلدان الضفة الجنوبية للحوض المتوسطي، لاسيما تلك المتعلقة بمحاربة الهشاشة الاجتماعية والفقر والحد من الهجرة غير الشرعية ومحاربة آفة الإرهاب. وأبرزت في هذا الصدد، المقومات التي تؤهل دول مجموعة "فيسغراد" لنسج علاقات متينة مع دول المنطقة، وأبرزها علاقاتها التاريخية مع دول المشرق . ويشار إلى أن مجموعة الدراسات والأبحاث حول البحر الأبيض المتوسط، التي أحدثت في فبراير من سنة 1990، تروم على الخصوص، المساهمة في تكريس معرفة أفضل للحقائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة بالمنطقة المتوسطية والعمل كإطار للبحث والتفكير حول تطور المجتمعات بالمنطقة. ومن جهتها شكلت مجموعة دول "فيسغراد" خلال قمة جمعت رؤساء هذه الدول بمدينة فيسغراد الهنغارية، في 15 فبراير من سنة 1991.