شكلت الأحداث والاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الراهن موضوع ندوة نظمت اليوم الجمعة بالرباط تحت عنوان "العالم العربي ما بعد ثورتي تونس ومصر.. هل نحن أمام موجة رابعة من الديمقراطية؟". وأكدت فعاليات سياسية واقتصادية وقانونية شاركت في هذه الندوة، التي نظمتها جريدة "أخبار اليوم المغربية" وأدارها السيد توفيق بوعشرين مدير الجريدة، أن ما حدث في كل من تونس ومصر كان محفزا للشعوب العربية للمطالبة بإصلاحات جوهرية تساهم في النهوض بوضعيتها على جميع المستويات. وأبرز المشاركون في هذه الندوة أن أهم ما ميز هاتين "الثورتين " هو التعبئة القوية لفئة الشباب التي بلغت مستوى كبيرا من الوعي، والاستعمال المؤثر لوسائل الاتصال الحديثة، ولاسيما شبكات التواصل الاجتماعي، التي مكنت من إخراج أفكار الشباب بالعالم الافتراضي إلى أرض الواقع. واعتبروا أن "الثورتين" اتسمتا كذلك ب"طابعهما الحداثي" سواء على مستوى الخطاب أو المطالب أو الطبقات الاجتماعية التي خرجت إلى الشارع، مؤكدين أنهما ستؤديان إلى إعادة النظر في نماذج التنمية المتبناة، حيث أصبح الإشكال الحقيقي المطروح هو إعادة توزيع الثروات وتقليص الفوارق الاجتماعية، وليس مستوى النمو الذي يتم تحقيقه. وأكدوا أن الشباب التونسي والمصري مارس من خلال هذين الحدثين العمل السياسي بطريقة مغايرة للطريقة التقليدية (أي على شبكة الانترنت)، وقام بترجمة القيم التي كان يتداولها في العالم الافتراضي على أرض الواقع وفرضها بالقوة. واعتبر عدد من المتدخلين أن التغيير الذي حدث في كل من تونس ومصر كان نتيجة عوامل داخلية صرفة، في حين اعتبر آخرون أن انخراط الغرب كان أساسيا وأنه "مهيأ الآن لأن يسهم في إنجاح المسار الديمقراطي" في العالم العربي "ليس لاعتبارات إنسانية، وإنما خدمة لمصلحته". ومن جهة أخرى، توقف عدد من المشاركين في هذه الندوة عند المسيرة المرتقبة ليوم 20 فبراير ، مشيرين إلى أن "من حق المغاربة أن يعبروا بكل حرية عن مطالبهم بالطرق السلمية". ودعوا إلى "القيام بإصلاحات" من شأنها تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمواطنين، في نطاق احترام مقدسات المملكة.