أكد المشاركون في ندوة علمية نظمتها جمعية أصدقاء "المرحوم راح فضيلي"، اليوم الجمعة بمدينة أسا، على أهمية استثمار التراث الثقافي والطبيعي لتحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة. وأبرزوا، خلال هذا اللقاء، المنظم بتنسيق مع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية والمجلس الإقليمي لآسا الزاك حول موضوع "تأهيل وإحياء التراث"، أن من شأن الاستثمار الأمثل لهذه المكونات إعطاء إشعاع ينعكس بشكل إيجابي على المنطقة من خلال تثمين معالمها التاريخية ولاسيما منها قصر وزاوية آسا. وفي هذا الصدد، تطرق المنسق الوطني لبرنامج التنمية المجالية للأقاليم الجنوبية، السيد محمد حوميمد، إلى برنامج التنمية المستدامة الذي تم إعداده بهدف تسليط الضوء على الجوانب المعمارية والتراثية والطبيعية باعتبارها قاطرة للتنمية، مذكرا بالمراحل التي تم قطعها لإدراج هذه المكونات ضمن المخططات التنموية. وأشار إلى أن المنهجية المعتمدة في إعداد المخططات الجماعية للتنمية ارتكزت على العنصر البشري والبيئي والثقافي، مبرزا، في هذا السياق، أن الدراسة التي تم اعتمادها في آسا أخذت بعين الاعتبار المحافظة على الواحة وتثمينها كتراث طبيعي، وكذا تشجيع المبادرة والاقتصاد الاجتماعي لخدمة السياحة الواحاتية، بالإضافة إلى الحفاظ على الزاوية والقصر اللذان يشكلان دعامة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة. من جهته، ركز السيد إدريس الفاسي، أستاذ جامعي بجامعة محمد الخامس بالرباط، على أهمية استثمار التراث الثقافي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، مؤكدا أن المناطق الصحراوية تشكل مدرسة حقيقية على الصعيد العالمي بالنظر إلى التنمية التي استطاعت تحقيقها رغم قلة الموارد بفضل عبقرية الانسان الصحراوي وتكيفه مع المجال الذي مكنه من الوقوف في وجه الجفاف وغزو الرمال. وخلال هذه الندوة، التي حضرها، على الخصوص، وزير الدولة السيد محند العنصر، وشارك فيها باحثون جامعيون، تم استعراض نماذج لبعض التجارب الوطنية التي حققت تنمية محلية مستدامة من خلال تحسين مختلف المؤشرات، وذلك بناء على تثمين الموروث المحلي واستثمار المؤهلات الثقافية والطبيعية بهذه المناطق. يذكر أن هذا النشاط يندرج ضمن فعاليات المهرجان السنوي لزاوية آسا المنظم ما بين 11 و16 فبراير الجاري تحت شعار "موسم زاوية آسا .. البعد الروحي والثقافي ورهان تنمية المجال" وذلك إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف.