أبانت الأداة الدعائية للبوليساريو، من خلال شرذمة من المرتزقة مدعومة من أطراف إسبانية، اليوم الإثنين خلال المنتدى الإجتماعي العالمي بدكار، عن معاداة مخجلة لروح الإنفتاح الديمقراطي لهذه التظاهرة الدولية، برفضها الحوار في حملتها التضليلية بشأن قضية الصحراء. وتعمدت شرذمة الإنفصاليين استغلال هذه التظاهرة الدولية، التي تشكل فضاءا سانحا للحوار والنقاش، لإجترار نفس الخطاب المشروخ من الأكاذيب والأضاليل، وتمادت في الإساءة إلى حد أنها أعطت لنفسها "الحق" في رفض مشاركة فاعلين جمعويين مغاربة قدموا ليدلوا بوجهة نظرهم حول قضيتهم الوطنية. وإدراكا منهم لإهتزاز وبطلان حججهم أمام محاور فطن بوسعه دحر الدعاية الإنفصالية، عارض المرتزقة ولوج مشاركين مغاربة إلى قاعة الندوات، ومن بينهم العديد من صحراوي الأقاليم الجنوبية. ولم تكن الصحافة المغربية أيضا مرغوبا فيها من لدن الجهاز المشرف على المشاركة من المرتزقة ومدعميهم من الإسبان. ومن أجل تسميم الأجواء والحيلولة دون إجراء حوار كفيل بكشف الطابع المزيف والسخيف لخطابها، تمادت شرذمة المرتزقة في التحرش والإستفزاز من خلال إثارة الصخب والضوضاء، وإطلاق السباب والعبارات المشينة في حق الشبان المغاربة، الذين اضطروا لمواجهة الموقف، بترديد شعارت تؤكد مغربية الصحراء والتشبث الراسخ للمغاربة بالوحدة الترابية للمملكة. وفي نهاية المطاف، لم ينعقد هذا اللقاء الذي أريد له أن يكون مونولوغا للدعاية والحرمان من الحوار، لينفضح أمر هذه الأدوات التضليلية في هذا الفضاء الرحب لحرية الرأي، وليبوء سعيها المحموم لطمس وتشويه الحقائق حول قضية الصحراء بالفشل الذريع. وأبدى العديد من المشاركين الأجانب اندهاشا كبيرا إزاء هذه الممارسات الماسة بأبسط قواعد الديمقراطية التي تتشبع بها هذه التظاهرة الدولية، وعبروا عن شجبهم لمصادرة الحوار من قبل المرتزقة. وندد الكاتب والسينمائي الفلسطيني غابي جمال، بالممارسات التحريضية والعدائية الصادرة عن مرتزقة البوليساريو، في سعيهم المحموم لمصادرة حق الآخر في التعبير عن رأيه بطريقة ديمقراطية. وعبر المثقف الفلسطيني، الذي يشارك في المنتدى الإجتماعي العالمي بدكار في إطار العديد من الورشات، عن معارضته القوية للنزعة الإنفصالية الضارة بالوحدة الترابية للبلدان العربية، وبجهود ذوي النيات الحسنة لترسيخ هذه الوحدة. كما أعرب عن اقتناعه بأن "بناء واندماج الفضاءات الإقليمية هو السبيل الأنجع بالنسبة للعالم العربي، على غرار الإتحاد الأوروبي حيث كان النسيان مآل مختلف الحركات الإنفصالية، مع ترسخ الوحدة والإندماج، الذي يشكل حاليا قوة هذا الفضاء الإقتصادي المزدهر والمتطور". وقال إن المقترح المغربي للحكم الذاتي "يشكل فرصة سانحة لإيجاد تسوية عادلة لهذا النزاع الذي يعيق بناء الفضاء المغاربي لما فيه خير الأمة العربية والإسلامية جمعاء". وأبدى العديد من الناشطين الجمعويين المغاربة، من مختلف المشارب والآفاق، ذهولهم من رفض الحوار ومن السلوك الإستفزازي للمرتزقة، معربين عن تشبثهم بحقهم في الكلام ردا على الحملة المغرضة، والدعاية المحاكة من قبل أوساط إسبانية والنظام الجزائري، في محاولة يائسة للمس بالوحدة الترابية للمملكة.