تميزت مشاركة المئات من الشباب المغاربة نشطاء المجتمع المدني ، يوم أول أمس السبت ، في المسيرة التي افتتح بها المنتدى الاجتماعي العالمي ، بأداء قوي ومتميز نم عن روح الوطنية الصادقة ، والارتباط المقدس بالوحدة الترابية للمملكة. وعبر المئات من المشاركين المغاربة في هذه التظاهرة العالمية ومن ضمنهم عدد من الصحراويين ، والذين يمثلون مختلف الهيئات الجمعوية والأوساط النضالية ذات الانتماءات المتشعبة ،عن حبهم للوطن وتشبتهم بقضاياه المقدسة في جو خيم عليه الانسجام التام، بعيدا عن الاختلافات في وجهات النظر، التي تضمنها الديمقراطية المغربية. وسواء كان انتماؤهم "لليسار" أو "اليمين " أو كانوا من المناضلين النقابيين أو الفاعلين الجمعويين ذوي الاهتمامات المختلفة ، فإن الشباب المغاربة عبروا بانسجام وتناغم تام عما يوحدهم، ويرص صفوفهم ، ويجندهم قلبا وقالبا ألا وهو التشبت الراسخ بالقيم المقدسة للمملكة ، وبالملكية الضامنة للاستقرار والازدهار والذي يوازيه بنفس القدر ، الرفض القاطع لكل محاولة للمساس بالوحدة الترابية للبلاد. وتحت لظى شمس حارقة ، ولعدة ساعات ، مشى موكب الوطنية المغربي، دون نصب أوعياء ، يردد وينشد يقينياته مستأثرا بإعجاب عشرات الآلاف من المناضلين ، الذين شاركوا في هذه المسيرة العالمية وحجوا الى دكار من أجل " إعادة التفكير في عالم أفضل" . " أجل" - يصدح متظاهر سينغالي التحق لتوه بصفوف المتظاهرين المغاربة - " نحن هنا من أجل عالم أفضل ، عالم خال من النزاعات ، ينزع نحو الاتحاد والاندماج ومتحرر من مآسي أسمال انفصالية مهترئة لا تفظي إلا الى تفكك البلدان ، وهدر الجهود ، التي حري أن تسخر للتنمية والبناء " . وبفورة حماس ، جاش المواطن السينغالي أمام موكب النشطاء المغاربة " بلدنا ، أيضا ، يعاني من داء البدعة الانفصالية ( تمرد انفصالي الكزامانس في جنوب السينغال ) ، لذا نحن نتفهم إخواننا المغاربة ونشجعهم على التصدي لأي محاولة للمس بسيادتهم ووحدتهم الترابية" . وهكذا، أمتع موكب الوطنية المغربي الحشود المشاركة في المسيرة بلوحة فنية شعت منها أنوار الوطنية بكل تلاوينها " الصحراء مغربية"، و" روح وجسد من أجل الوحدة الترابية" كما شنفوا المسامع بترديدهم الحماسي لمقاطع من أغاني وطنية خالدة مجدت ملحمة " المسيرة الخضراء" على إيقاعات إفريقية عزفتها فرق كناوة التي لم تفوت فرصة المشاركة في هذا المحفل الشبابي العالمي .. وعلى امتداد المسيرة التي دامت لأكثر من أربع ساعات ، عبأ الشباب المغاربة طاقاتهم، وراحوا ، وفق ما تمليه حميمية المناسبة وتقاليد اللقاء ، يوضحون لمخاطبين من مختلف المشارب قضية الصحراء ويميطون اللثام عن الأكاذيب والمزاعم التي أحاطت بهذا بالموضوع ويشرحون المبادرة الشجاعة المغربية للحكم الذاتي التي تتيح فرصة حل هذا النزاع المصطنع والمعيق للتنمية بإحدى مناطق القارة الإفريقية. وأمام هذه التظاهرة الصادقة التي عكست مشاعر الوطنية التي تخالج صدور الشباب المغاربة ، والتعاطف الكبير لعدد من المناضلين ومنتتسبي جمعيات أجنبية التحقوا طواعية بالشباب المغربي ، لم تجد شرذمة من مرتزقة " البوليساريو" بدا من التواري بعدما حاولت ، عبثا ، التشويش على هذا الفضاء الحميمي البديع الذي اتشح برداء الوحدة . وراحت شرذمة المرتزقة ، تلك ، التي اندست تحت أجنحة نشطاء إسبان ، تتخبط في السخافة والهوان إلى الحد الذي حذا بالبعض منها إلى البصق في وجوه متظاهرين مسالمين. وسرعان ما تم عزل المرتزقة بطوق أمني ، واستقر أولائك ، الذين ظلت أباطيلهم نشازا في هذا الحفل العالمي الكبير، في مؤخرة الركب ، بينما واصلت قافلة العز والوطنية مسيرتها الكيلومترية بكل تؤدة وثبات ، فكانت شهادة رائعة لقضية عادلة . قضية نبيلة التفت حولها كل مكونات شعب انخرط بحزم في مسار التنمية والبناء، ويتطلع الى موطء قدم في " هذا العالم الأفضل" الذي جاء ينادي به آلاف المشاركين القادمين من جهات العالم الأربع ، للمشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي بدكار.