نشرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مؤخرا، إصدارا جامعا تحت عنوان "شبكة الفضاءات التربوية والتثقيفية والتواصلية والفضاءات المتحفية للمقاومة وجيش التحرير إلى غاية 31 يوليوز الماضي". ويتوخى هذا الإصدار من 164 صفحة، حسب المندوبية السامية، تدوين وتوثيق كل المعطيات والمعلومات المتصلة بهذه الفضاءات بالأرقام والصور والدعامات لتقييم حجم المجهودات المبذولة والمبادرات المتخذة لبناء فضاءات متحفية حاضنة للذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية للمقاومة وحركات التحرير مع مرافق تربوية وتثقيفية وتواصلية مع الأجيال الجديدة. وتندرج هذه الشبكة في سياق التوجه التعاقدي بين الأطراف ذات الاهتمام المشترك التي تتقاسم نفس الحرص على صيانة الذاكرة التاريخية والتراث النضالي وإشاعة ثقافة الوطنية والمواطنة الإيجابية والسلوك المدني في أوساط وصفوف الشباب والناشئة والأجيال المتعاقبة. وأسفر هذا التوجه، بشراكة مع قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية والوكالات الثلاثة لتنمية عمالات وأقاليم المملكة والهيآت المنتخبة، عن رصيد هام كما ونوعا للفضاءات المنجزة أو التي هي قيد الإنجاز والبالغ عددها 80 وحدة حاليا. وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكتيري، في تقديم للكتاب، أنه لولا اعتماد روح المبادرة ووازع الإرادية الطموحة وبوادر الثقة والطمأنة لما تأتى لهذا القدر من الاستثمارات في هذه الفضاءات المتعددة الاهتمامات والمتكامة الأبعاد أن تتبلور على أرض الواقع في الميدان. كما أبرز السيد الكتيري أن تعدد وتنوع المساهمات المقدمة في إطار منظومة الشراكات التي تأسست عليها مشاريع الفضاءات أضفى قيمة مضافة على رصيد التنمية الثقافية وتثمين مكوناتها وبنيات استقبالها. وقال إن خدمة الذاكرة التاريخية تقتضي اليوم أكثر من ذي قبل توظيف وسائل ووسائط تعبئة الأجيال الجديدة وتوجيهها لرفع التحديات الكبرى والجارفة للعولمة، حيث تتفشى الظواهر السوسيو-ثقافية المؤثرة على الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية للبلدان والشعوب.