تقدم "مؤسسة ماكومبا" بتعاون مع "دابا مسرح" والمعهد الفرنسي بالرباط يوم 8 فبراير الجاري، مسرحية بالدارجة المغربية مقتبسة من نص "لا بيل أنديفيران" للشاعر الفرنسي جان كوكتو تحت عنوان "بضاض". وقد اختار مخرج المسرحية عبدو جلال، هذا النص المسرحي المقتبس من نص كوكتو ، كان قد كتبه سنة 1940 ، الغوص في أعماق قصة عاطفية عاشتها المغنية الذائعة الصيت إيديت بياف. ومن خلال هذا العمل الفني سلط عبدو جلال الضوء على الخلافات شبه الأبدية بين الرجل والمرأة، واللامبالاة داخل عالم الزوجية، وذلك من خلال زوجين مع التركيز على الخصوصيات الثقافية التي يتميز بها المجتمع المغربي. وأوضح المخرج عبدو جلال، في بلاغ للمؤسسة، أنه "حاول من خلال هذه التجربة المشاركة في الإبداع الفني المعاصر بالمغرب وتقديم مسرح شعبي وليس مسرحا شعبويا، مسرحا قريبا من الجميع وليس نخبويا، ومسرحا بسيطا وليس سطحيا". ويرصد النص في نسخته المغربية تقابلات بين "امرأة في أمس الحاجة إلى الاهتمام وبين رجل غير مبال". إنه تأمل ساخر ومؤثر وقاس للوجود بصفة عامة ولحياة الأزواج بصفة خاصة. ويدعو هذا النص الرجال والنساء إلى اتخاذ موقف من العلاقة الإنسانية الطبيعية التي تجمعهم وفي مقدمتها موضوعي الشرف والحب. وتدور أحداث القصة حول امرأة تعبر عن معاناتها النفسية، وتحاول خلق فضائها الغير متسع لحبها الكبير، حيث تعاني من لامبالاة الرجل وتحاول لفت الانتباه بأي طريقة سواء بالغضب أو الثقة أو التهديد أو السخرية. و"بضاض" ، مسرحية بلا بطل، حيث أن جميع الشخصيات، إضافة إلى الجمهور، هم أبطال هذا العمل باعتبارهم عينة من المجتمع المغربي. وبالنسبة للإخراج، اعتمد عبدو جلال على أداء الفنانين المشاركين في هذا العمل وتعبيراتهم الجسدية مع التركيز على عكس الأحاسيس الداخلية والحميمية للشخوص التي يلعبون أدوارها. وتشكل الإضاءة والصورة جزء هاما اعتمد عليه هذا المخرج للتعبير عن تطور المشاهد والأجواء الخاصة بكل مشهد وكل حالة يؤديها فنانون محترفون بمنحهم مساحة حقيقية للتفاعل بحرية. كما أن عناصر أخرى، لا تقل أهمية عن الإضاءة والصورة، تدخل لتعلب دورا في النص منها الموسيقى والأداء اللذان ساهما في جعل مسرحية "بضاض" أكثر من مسرحية عادية وبسيطة.