أكد مدير وكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا السيد سعيد زارو، امس الخميس، أن برنامج تهيئة هذا الموقع بإقليم الناضور ، الذي يتطلب انجازه استثمارا ماليا اجماليا يبلغ 46 مليار درهم، يأخذ بعين الاعتبار الصعوبات المرتبطة بالتعمير والتلوث وفق مقاربة تثمن آليات جديدة للحكامة الجيدة. وأوضح السيد زارو، خلال لقاء اخباري حول هذا المشروع، أن الوكالة ستسهر، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية والمهام الموكولة لها، على تنفيذ برنامج التنمية الايكولوجية في احترام لمبادئ التنمية المستدامة. وقال إن وكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا يتوفر منذ الآن على محاور واحد بالنسبة لجميع الفاعلين والشركاء، مضيفا أنها ستساهم عبر عقد شراكات والبحث عن مصادر التمويل في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لسكان المنطقة. وفي هذا الاطار، فإن الوكالة حريصة على إنجاز أشغال تطوير هذا الموقع، الذي يحمل قيمة بيئية وسوسيو-اقتصادية حسب معايير الجودة في مجال التصميم والتنفيذ والتدبير. وحسب السيد زارو، فإن هذا المشروع العملاق، الذي سيشكل قاطرة حقيقية للتنمية بالمملكة، يعكس أهمية بالغة بالنظر إلى أنه يندرج في إطار سلسلة الاوراش المفتوحة بالمملكة خلال العشرية الأخيرة، مثل مشروعي تهيئة وادي أبي رقراق وطنجة المتوسط. وأشار إلى أن مخطط التهيئة الخاصة يشكل إحدى الآليات القانونية التي تتوفر عليها الوكالة للتغلب على هذه الصعوبات ، مضيفا أنه يجري إعداد هذا المخطط والمصادقة عليه في أقرب الآجال. وتوقف عند مهام الوكالة ونطاق تدخلها واستراتيجيتها التي ترجح التنمية الترابية استجابة لمبادئ التنمية المستدامة واحترام البيئة. من جهته، أشار عامل إقليمالناظور السيد العاقل بن التهامي أن برنامج تهيئة موقع مارتشيكا تشكل، بالإضافة إلى أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والايكولوجية، مشروعا نموذجيا على المستوى الوطني وكذا على مستوى المنطقة الأورومتوسطية. وأكد السيد بن التهامي أن هذا البرنامج سيدر 80 الف منصب شغل، أي ما نسبته 18 بالمائة من ساكنة إقليمالناظور (505 ألف نسمة). ويتطلب - يضيف السيد زارو - وضع استراتيجية تدبير تستند على مقاربة تشاركية وعلى مبادئ الحكامة الرشيدة، معتبرا إحداث وكالة لتهيئة البحيرة بأنه خيار استراتيجي في خدمة التنمية المستدامة. وأشار إلى أن الأمر يتعلق بورش ضخم قادر على تحويل المنطقة إلى قطب اقتصادي وسياحي جاذب. وانخرط المشاركون في هذا اللقاء، ومنهم برلمانيون ومنتخبون محليون وفاعلون جمعويون وإعلاميون، في مناقشة مختلف جوانب المشروع فضلا عن مسلسل تفعيل البرنامج. ويطمح هذا البرنامج، الذي سيتم تفعيله على مراحل في الفترة ما بين 2009-2025، إلى جعل مارتشيكا، التي تعد ثاني أكبر بحيرة في حوض البحر المتوسط، وجهة سياحية نظيفة. ويروم هذا المشروع، الذي أعطيت انطلاقة أولى مراحله خلال الصيف الماضي، تهيئة سبعة مواقع توجد على ضفاف هذه البحيرة التي تمتد على شريط ساحلي يبلغ 25 كلم. ويهم هذا البرنامج الضخم تهيئة وتأهيل كورنيش الناظور وملاعب الكولف بالمدينة وشبه جزيرة أتالايون والمحطة الشاطئية لقرية أركمان وتهيئة ضفتي البحيرة وميناء البحر.